ديسمبر 23، 2012

آداب وأخلاقيات استخدام المكتبة


إعداد ا/ أحمد عادل زيدان
المكتبة هي تلك المؤسسة الثقافية التعليمية الاجتماعية التي تعني بحفظ التراث الإنساني في مختلف مجالات المعرفة من خلال مصادر المعلومات المختلفة التي يتم ترتيبها وتنظيمها لتسهيل الوصول إلى المعلومات وإتاحتها للقراء والباحثين.
إن المكتبة وجدت في الأساس لخدمة أفراد المجتمع بمختلف قطاعاته وأطيافه وتعمل دوماً على تحسين خدماتها من أجل تلبية احتياجات أفراد المجتمع المتجددة للمعلومات.
والمكتبة منذ فجر التاريخ عرفت بأنها ذلك المكان الهادئ المريح الجذاب الذي يلجأ إليه الجميع لسد احتياجاته من المعلومات وهذا الانطباع الغالب على المكتبة شابه بعض الممارسات السلوكية السلبية من بعض مرتاديه مما أثر بالطبع على جودة الخدمة المقدمة للقارئ والباحث الجاد والملتزم بالقواعد المنظمة للمكتبة.
لذا كانت هذه المقالة من الضرورة بمكان لسبر تلك السلوكيات التي أضرت بالمكتبة ومقتنياتها والعاملين بها وكذلك المترددين عليها كما انها توضح السلوكيات التى يجب ان يتحلى بها مقدم الخدمة وهو أمين المكتبة مع المترددين على المكتبة.
إن السلوك السلبي للمترددين على المكتبة وكذلك لأمناء المكتبة لا يقتصر على بلد أو مكان بعينه بل عانت منه المكتبات بكافة أنواعها على مدار التاريخ في شتى أنحاء المعمورة.

أنماط السلوك السلبي للمترددين على المكتبة
تختلف أشكال السلوك السلبي لاختلاف الأفراد المرتكبة له واختلاف سلوكياتهم واتجاهاتهم ومن هذه الممارسات السلبية التي تعترض المكتبة :
·     الضوضاء :
 بعض الأفراد لا يفرقون بين وجودهم في المكتبة وغيرها من الأماكن العامة ولا يراعون غيرهم من القراء أو الباحثين ممن هم في أمس الحاجة إلى الهدوء التام من اجل مزيد من التركيز.
فأحياناً تجد شخصاً يتحدث بصوت عال مع آخر في أمور شخصية ليست المكتبة مكان لها وقد تجد آخر يقرأ بصوت عالٍ وآخر يستمع إلى الأغاني والموسيقى وآخر يستخدم هاتفه النقال بشكل مزعج ناهيك عن نغمات الهاتف المزعجة...إلخ

·     عدم الإلتزام بمواعيد إغلاق المكتبة :
أمر مزعج للعاملين بالمكتبة خاصة عند التنبيه عن موعد إغلاق أبواب المكتبة تجد البعض يضربون بتلك التعليمات عرض الحائط دون مراعاة للموظفين وهنا تغلب الأنا على القارئ أو الباحث.

·     اصطحاب الأطفال للمكتبة التي لا توفر خدمات لتلك الفئة :
الأطفال تحت 14 سنة يحتاجون للإشراف التام طوال تواجدهم داخل المكتبة التي لا توفر خدمات لهم فوجودهم في تلك المكتبات يسبب إزعاج للعاملين وكذلك للباحثين.

·        سوء السلوك مع العاملين أو أحد المترددين :
بعض المترددين عندما لا يجدون استجابة كافية من العاملين وعدم اهتمام بتلبية احتياجاتهم أو لسبب آخر سواء مع الموظفين أو احد المترددين  ما يجعلهم يشعرون بالغضب وبدلا من الشكوى بشكل حضاري لمسئول المكتبة تجده يستخدم ألفاظ غير مهذبة وقد يشتبك بالإيدي في سلوك غير مهذب لا يمت لرسالة المكتبة ولا لأهدافها بصلة.
·        استخدام بطاقة عضوية لشخص آخر للإستفادة من مزاياها.
·        التدخين في المكتبة :
بالرغم من وجود التشريعات الوطنية التي تجرم هذا الفعل في تلك الأماكن بخلاف لوائح المكتبة إلا أن البعض لا يلتزم بتلك التعليمات والتشريعات ويزعج الآخرين بتلك العادة السيئة.
·     إصطحاب الحيوانات
·     جمع التبرعات أو الترويج للسلع والبضائع بأي طريق من طرق الدعاية أو الإعلان أو توزيع أية منشورات.

·     تناول الأطعمة والمشروبات داخل قاعات المكتبة :
ان تناول المستفيد أي من الأطعمة أو المشروبات يشوه صورة المكتبة الحضاري وقد يعرض مقتنياتها وأثاثها للتلف.

·     الملابس :
يجب على رواد المكتبة الإلتزام بارتداء ملابس مناسبة مراعاة للآداب والأخلاق العامة والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع.

·     عقد اجتماعات غير مصرح بها :
البعض قد يدعو لعقد اجتماعات خاصة به دو الاستئذان من إدارة المكتبة.

·     سوء استخدام خدمة الإنترنت
البعض يسيئ استخدام خدمة الإنترنت في عرض مواد محظورة أو في استخدامها بغرض الشات أو الألعاب... إلخ

·     الإهمال في حفظ ومراقبة المتعلقات الشخصية مما قد يؤدي إلى فقدها.

·     الإهمال في نظافة المكتبة.

·     العبث بأثاث المكتبة وإتلافه والرسم عليه والكتابة على الحوائط والكتابة على أوعية المعلومات والعبث بأجهزة المكتبة من حاسبات آلية وماكينات تصوير وأجهزة عرض وغيرها.

·     سرقة أوعية المعلومات :
هذه المشكلة هي أبرز المشكلات التي تؤرق المكتبة وقد تكون السرقة للوعاء [كتاب-قرص مدمج-دورية... إلخ.] كاملا أو لأجزاء منه كقص الخرائط والمقالات  مما يقلل من أهمية وقيمة الوعاء ويسبب ضررا لبقية الباحثين وكذلك المكتبة. وتتم السرقة بطرق متعددة كوضع الوعاء بين طيات الملابس أو نزع جيب الكتاب أو نزع  ما يشير لملكية المكتبة للوعاء أو نزع شريط المغنطة من الكتاب للتغلب على النظام الأمني الآلي بالمكتبة... إلخ.

·     التعامل مع الموظفين بازدراء وعدم إبداء التقدير والاحترام الواجب لهم والتقليل من شأنهم.

هذه بعض السلوكيات السلبية التي تواجه بيئة المكتبة والتي تعمل على إيجاد حلول لها وذلك بتحديد الأسباب المؤدية لهذه السلوكيات ومنها أسباب تتعلق بالمكتبة مثل ضعف خدمات التصوير وقصور خدمات الإعارة وعدم وجود نظام أمني وقلة ساعات العمل وعدم مناسبة المكتبة من حيث الحجم مع عدد المترددين.
وهناك أسباب تتعلق بالمستفيد مثل عدم توافر المال لشراء الكتب أو تصويرها وكذلك ضعف الوازع الديني والأخلاقي لبعض المترددين على المكتبة... إلخ.

لذا كان حتميا أن تتخذ المكتبة سلسلة من الإجراءات لتفادي ومواجهة هذه الممارسات السلبية من قبل المستفيدين من خلال لائحة العقوبات سواء كانت مادية او بإلغاء العضوية وكذلك القيام بإعداد اللافتات واللوحات الإرشادية لتساعد المستفيد على استخدام المكتبة بشكل مثالي من خلال الالتزام بقواعد المكتبة وكذلك توفير خدمات التصوير وتسهيل إجراءات الإعارة وتركيب كاميرات مراقبة لتأمين المكتبة ومجموعاتها وكذلك عمل صندوق لتلقي الشكاوى والاقتراحات من مترددي المكتبة لتطوير خدماتها ومعالجة القصور.

ولقد سبق العلماء والأدباء العرب في العصور المزدهرة للحضارة الإسلامية الجميع بوضع أسس أخلاقية للتعامل مع الكتاب منها :

1 ـ ينبغي لطالب العلم أن يعتني بالكتب المحتاج إليها في العلوم النافعة ما أمكنه شراء أو إجارة أو عارية لأنها آلة التحصيل .

2 ـ يستحب إعارة الكتب لمن لا ضرر عليه فيها منه بها . فإذا استعاركتاباً فلا يبطئ به من غير حاجة و إذا طلبه صاحبه فيحرم عليه حبس و يصير غاصباً .

3 ـ لا يجوز أن يصلح كتاب غيره بغير إذن صاحبه و لا يحشيه و لا يكتب شيئاً في بياض فواتحه أو خواتمه إلا إذا رضي صاحبه .

4 ـ إن استعار كتب غيره فلا يعيره غيره و لا يودعه لغير ضرورة حيث لا يجوز شرعاً و لا ينسخ منه بغير إذن صاحبه فإن كان الكتاب وقفاً على من ينتفع به غير معين فلا بأس بالنسخ منه مع الاحتياط .

5 ـ إذا طالع الكتاب فلا يضعه مفروشاً على الأرض بل يجعله مرتفعاً و إذا وضع الكتب مصفوفة فلتكن على شيء مرتفع عن الأرض لئلا تندى فتبلى .

6 ـ ألا يكتب منه و القرطاس في بطنه أو على كتابه و لا يضع المحبرة عليه و لا يمر بالقلم الممدود فوق كتابته .

7 ـ أن يراعي الآداب في وضع الكتب باعتبار علومها فيضع الأشرف فوق الكل فإن استوت كتب في فن فليراع شرف المصنف فيجعله أعلى فإذا استوى كتابان في فن فأقدمهما كتابة أو أكثرهما وقوعاً في أيدي العلماء و الصالحين فإن استويا فأصحهما .

8 ـ عند تنفيذ صف الكتب يراعى حسن الوضع بأن يجعل البحكة في ناحية و المجلد الآخر في الناحية الأخرى فتكون الكتب قائمة بلا اعوجاج و لا يضع ذوات القطع الكبير فوق ذوات القطع الصغير لكي لا يكثر تساقطها .

9 ـ ألا يجعل الكتاب خزانة للكراريس و غيرها و لا مخدة و لا مروحة و لا مستنداً و لا متكأ و لا يطوي حاشية الورقة و زاويتها

إذا كانت هذه القواعد والضوابط المنوط بها المستفيد من المكتبة فثمة واجبات وضوابط أخرى منوط بها أمين المكتبة.
فيجب أن يتسم سلوك أمين المكتبة بما يلي :
- الحرص على الصالح العام في كل المسائل المهنية، شاملاً احترام الاختلاف والتنوع داخل المجتمع، والدعوة لتكافؤ الفرص بين المستفيدين، ومراعاة حقوق الإنسان.
- الاهتمام بالسمعة الطيبة لمهنة المكتبات والمعلومات .
- التعهد بالدفاع عن المهنة، وتقدمها، من خلال الوصول إلى المعلومات، وتقديم الأفكار والأعمال المبدعة.
- تقديم أفضل خدمة ممكنة في ضوء الإمكانات المتاحة.
- الحرص على تحقيق التوازن بين احتياجات المستفيدين (الفعليين والمحتملين) وبين المتطلبات المنطقية لرؤساء العمل.
- المعاملة العادلة لجميع المستفيدين من المعلومات.
- النزاهة والابتعاد عن الانحياز عند الحصول على المعلومات وتقويمها وتقديمها للمستفيدين منها.
- احترام السرية والخصوصية في التعامل مع المستفيدين من المعلومات.
- الاهتمام بحماية والمحافظة على مورثونا المعلوماتي في جميع أشكاله.
- احترام وإدراك قيمة كيانات مصادر المعلومات والجهود الفكرية للمسؤولين عنها.
- الحرص على تطوير المعرفة والمهارات والقدرات المهنية والمحافظة عليها.
-احترام مهارات وقدرات الآخرين، سواء كانوا من المتخصصين في المكتبات والمعلومات أو المستفيدين أو رؤساء العمل أو زملاء المهنة.
- تقبل المتابعة والنقد الذاتي والتقويم بروح متسامحة .
-أن يتحلى بالصبر والصدق والأمانة والتواضع والتعامل بلين ورفق وبشاشة مع الجميع.
- التعامل مع الزملاء بناء على أسس أخلاقية تقوم على الاحترام والمودة وبشكل يبرز الصورة الإيجابية للمكتبة.
مصادر البحث
1. بحوث ودراسات في المعلومات والمكتبات / محمد مجاهد الهلالي. – القاهرة : المكتبة الأكاديمية، 1999.
2. المعلومات والمجتمع / زكي حسين الوردي، مجبل لازم المالكي.- عمان، الأردن : الوراق للنشر والتوزيع، 2006.
3. السلوك غير السوي للمستفيدين في المكتبات / فايزة دسوقي أحمد.- الرياض : مكتبة الملك فهد الوطنية، 2006.

هناك تعليقان (2):

  1. جهد مشكور

    ردحذف
  2. ( الإتيكيت ) هو اداب السلوك الواجب اتباعة في كافة المواقف الحياتية المختلفة .

    http://www.goeng4u.blogspot.com

    ردحذف