بقلم السيد إبراهيم غاشي / مسؤول فضاء طالب الإبراهيمي بالمكتبة الوطنية الجزائرية
لقد لعبت المكتبة المتنقلة - منذ نشأتها في أواخر القرن التاسع عشر ببريطانيا في شكل عربة تجرها خيول تحمل المواد المكتبية - ولا تزال دورا بارزا في إيصال مصادر المعرفة إلى التجمعات السكانية خصوصا تلك الواقعة في المناطق المعزولة والتي لا تتوفر على مكتبات محلية سواء أكانت عامة أم متخصصة، وكذا لتلك الشرائح المجتمعية غير القادرة على التنقل إلى مقر المكتبة لاسيما من ذوي الاحتياجات الخاصة،
دون أن نغفل أثر الحدث المصاحب لقدومها على الإقبال الجماهيري الواسع على خدماتها والمتمثلة أساسا في المطالعة أو الإعارة وبشكل خاص من طرف الأطفال والشباب لتعطش بعضهم لمعرفة الجديد في مجالات العلم والثقافة وبداعي الفضول من أكثرهم، غير أنه وبحكمة وتعاون من المشرفين على هذه المكتبات والجهات المستقبلة لها؛ يمكن المساهمة في بناء عادات قرائية وتنمية حب الفضول والمطالعة لدى تلك العينات العشوائية التي تصادفها، كما يمكن المشاركة في تجهيز مكتبات محلية دائمة.
ولقد عرفت الجزائر مباشرة بعد استقلالها في إطار ما سمي بـ "ديمقراطية الثقافة" تجربة المكتبة المتنقلة تحت عنوان "المطالعة الشعبية" غير أن هذه العملية توقفت بعد ذلك بسنوات لأسباب قيل أنها مادية، ليعاد بعثها من جديد دائما من طرف المكتبة الوطنية وبدعم من وزارة الثقافة عام 1996 تحت شعار "القراءة للجميع" إلا أن الإنطلاقة الفعلية لم تكن إلا عام 1999، وسنعرض في بحثنا هذا لهذه التجربة ومراحلها وإنجازاتها موضحين ذلك بإحصاءات ميدانية للخدمات المقدمة، اعتماد على السجلات والتقارير الداخلية للمصلحة المعنية.
المكتبة المتنقلة: بطاقة فنية:
تقع مصلحة المطالعة العمومية وتسمى كذلك المطالعة العامة والتي اشتهرت بمصلحة المكتبة المتنقلة وذلك لإشرافها عليها في الطابق -1 من البناية الجديدة للمكتبة الوطنية بالحامة حيث تضم 4 مكاتب ومخزن للكتب، كما أنها مجهزة بجهازي حاسوب إضافة إلى جهاز فاكس.
المكتبة المتنقلة في الجزائر: النشأة والمسار:
يعود تاريخ المكتبة المتنقلة بالجزائر إلى سنة 1955 عندما توقفت المكتبة الوطنية عن ممارسة نشاطها، وبعد الإستقلال أعادت المكتبة الوطنية بعث مشروع المكتبة المتنقلة وذلك في أواخر 1962 بداية 1962 تحت شعار "المطالعة للجميع".
كانت الإنطلاقة الفعلية للمكتبة المتنقلة في أكتوبر 1963 حيث اقتصرت الجزائر العاصمة فقط، بينما استفادت مناطق أخرى عبر الوطن من صناديق للكتب كانت تصلها عن طريق السكك الحديدية والشاحنات.
عام 1970 توقفت المكتبة المتنقلة نتيجة قلة الميزانية التي أصبحت تخصصها الدولة للمكتبة الوطنية.
المكتبة المتنقلة بالجزائر: الإنطلاقة الثانية:
الإعلان الرسمي:
في ماي 1996 وتحت شعار "القراءة للجميع" تم الإعلان الرسمي عن إعادة بعث المكتبات المتنقلة تحت إشراف المكتبة الوطنية من جديد وذلك من طرف وزيرة الثقافة آنذاك السيدة زهية بن عروس.
الإنطلاقة الفعلية:
أما عن الإنطلاقة الفعلية فلم تكن إلا عام 1999 حيث استقبلت المكتبة الوطنية الدفعة الأولى من المكتبات المتنقلة والمتمثلة في أربع (4) شاحنات من نوع "Renault Master" من الحجم الصغير؛ إذ تقدر حمولة الواحدة منها 3,5 طن بسعة تقدر بـ 2100 كتاب، كما أن كل شاحنة مجهزة برفوف مفتوحة مقننة إضافة إلى مكتب إعارة ومساحات للعرض.
المراحل التي مرت بها المكتبة المتنقلة بعد انطلاقتها الثانية:
المرحلة التجريبية:
عرفت سنة 1999 بالسنة التجريبية بالنسبة للمكتبة المتنقلة حيث تم تنظيم أبواب مفتوحة عليها، كما تم تحديد بعض البلديات والولايات القريبة كـ تيزي وزو.وبومرداس وتيبازة وقد تم التركيز على العرض لا الإعارة.
مرحلة الإعارة غير المباشرة:
امتدت مرحلة الإعارة غير المباشرة من عام 2000 إلى عام 2003 وقد أطلق عليها أيضا اسم مرحلة الإيداع حيث كان يتم التعاقد مع وسيط متمثل في مكتبة بلدية أو دار ثقافة أو دار شباب أو خلية تقارب؛ إذ تقوم المكتبة المتنقلة بتسليم الكتب المطلوبة للجهة المستقبلة في حين تتحمل هذه الأخيرة مسؤولية إعارتها للقراء بمنطقتها لأجل معلوم حيث يتم تحديد موعد آخر لاسترجاع أو استبدال الرصيد، وقد عرفت هذه المرحلة بعض الصعوبات المالية مما استدعى إعادة النظر في طريقة العمل من جديد.
مرحلة الإعارة المباشرة:
ابتداءا من عام 2004 بدأت مرحلة جديدة وصفت بمرحلة الإعارة المباشرة حيث ونتيجة لكثرة الكتب الضائعة في المرحلة السابقة فقد أصبحت المكتبات المتنقلة هي التي تشرف بنفسها على عملية الإعارة خاصة مع بلوغ عدد الشاحنات المخصصة لذلك 12 مركبة مجهزة 8 منها ذات وزن 3,5 طن وبسعة 2100 كتاب و4 منها ذات وزن 7,5 طن وبسعة تصل إلى 3500 كتاب، كما أن فريق العمل في مصلحة المكتبات المتنقلة قد توسع ليصبح متكون من 25 عنصر؛ بينهم مكتبيين ومكتبيين مساعدين وأعوان تقنيين وإداريين إضافة إلى أعوان مؤقتين، هذا فضلا عن السائقين الذي يتبعون مصلحة الوسائل العامة، ولذلك أصبح يشترط على الجهات المستقبلة - والتي توسعت لتشمل ولايات ودوائر وبلديات ومديريات ثقافة ومدارس وجامعات ومراكز تكوين مهني ومستشفيات وجمعيات ودور شباب ومراكز ثقافية من مختلف مناطق الوطن - التكفل بإيواء وإطعام الفريق المرافق والذي يتراوح عدده بين 2 و3 عناصر في كل شاحنة، مع ضمان الأمن وأماكن التوقف نهارا وليلا فضلا عن البنزين في حال التنقل بين البلديات، كما يتم تحديد برنامج الخرجات مسبقا.
هذه المرحلة عرفت نشاطا كبيرا للمكتبة المتنقلة وذلك بعد حل بعض المشاكل المالية التي كانت تعاني منها في المرحلة السابقة، كما أن اندراجها ضمن مشروع ألف مكتبة ومكتبة الذي اقترح من طرف المدير العام للمكتبة الوطنية ولاقى قبول لدى وزارة الثقافة ساهم في إنجاح هذه المرحلة، إضافة إلى مشروع ملحقات المكتبة الوطنية والذي صدرت عدة قرارات وزارية مشتركة بإنشائها عام 2005، حيث أصبحت مهمة المكتبات المتنقلة لا تقتصر على الإعارة وحسب بل صارت توصل في تنقلاتها إلى مختلف الولايات التي تزورها - وقد شملت هذه المرة كامل التراب الوطني- هبات متمثلة في أرصدة وثائقية لصالح هذه الملحقات وكذا المكتبات المحلية المتواجدة في المنطقة المستهدفة وكذا بعض الجمعيات الناشطة في مجال تنمية القراءة والمعرفة والعلم ونشر الثقافة المبنية على المطالعة والكتاب.
كما عرفت هذه المرحلة عدة تظاهرات أهمها:
تظاهرة الكتاب والبحر:
انطلقت هذه التظاهرة في صيف 2005 حيث شملت قافلة المكتبة المتنقلة كتجربة أولى شواطئ كل من ولايتي تيبازة وبومرداس وقد لاقت إقبالا واستحسانا ما دفع إلى توسيعها في الأعوام التي تلتها إلى 12 ولاية ساحلية والمتمثلة في كل من بجاية وعنابة وسكيكدة وتيبازة وجيجل والطارف ومستعانم والشلف وعين تيموشنت ووهران وتلمسان إضافة إلى الجزائر العاصمة.
تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية:
كان لتظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية والتي افتتحت عام 2007 واختتمت عام 2008 أثر إيجابي على نشاط المكتبات المتنقلة إذ أعطتها دفعة قوية وذلك بكثرة التظاهرات والمهرجانات المنظمة في هذه السنة إضافة إلى برمجة عدة خرجات شملت جميع ولايات الوطن كما تكفلت وزارة الثقافة من خلال الديوان الوطني لحقوق المؤلف "ONDA" وفي إطار ميزانية التظاهرة الوطنية بتكاليف تنقل هذه المكتبات إلى الأماكن المستهدفة بالتنسيق مع الجهات المستقبلة والتي كانت في أغلبها مديريات الثقافة على مستوى الولايات المعنية بما فيها مصاريف التكاليف بمهمة التي استفاد منها المؤطرون لهذه العملية من موظفي المكتبة الوطنية، وقد اقترحت مصلحة المكتبة المتنقلة أن يتم برمجت استفادت جميع الولايات من 15 يوما كمدة للمكوث والإعارة غير أن تأخر انطلاق الجولات في الموعد المحدد لأسباب تقنية أدى إلى تقليص هذه المدة إلى حدود 9 أيام وقد كان لذلك أثر سلبي على حجم المطالعة المتوقعة.
مرحلة انتقال الصلاحيات:
في عام 2008 ومباشرة بعد إقالة المدير العام السابق للمكتبة الوطنية تم تجميد نشاطات المكتبة المتنقلة ولم تشارك في أي نشاطات عدى في مهرجان القراءة في فرح التي نظمته وزارة الثقافة عام 2009، وفي ديسمبر 2010 وتزامنا مع تنصيب المدير العام الجديد للمكتبة الوطنية الجزائرية تم تحويل مركبات المكتبة المتنقلة إلى وزارة الثقافة، للعلم فقد كان قد صدر مرسوم تنفيذي عام 2008 يقضي بتحويل ملحقات المكتبة الوطنية المتواجدة في عواصم الولايات إلى مكتبات المطالعة العمومية والتي ستتكفل في المستقبل بهذه المكتبات المتنقلة.
رصيد المكتبة المتنقلة:
حسب إحصائيات تعود إلى نهاية 2007 ضم رصيد مصلحة المكتبة المتنقلة ما يقارب 30000 عنوان وما يعادل 71250 نسخة، بينما بلغ عدد الكتب المعالجة حتى نهاية 2006 ما مقداره 18844 عنوان أي ما يعادل 40211 نسخة؛ منها كتب موجهة للكبار قدرت 14332 عنوان ما يعادل 28960 نسخة أب بنسبة 75% من الرصيد المعالج، في حين بلغ عدد الكتب الموجهة للأطفال 4512 عنوان ما يعادل 11251 نسخة أي بنسبة 25% من الرصيد المعالج، وقد وردت للمصلحة خلال سنة 2007 عدة كتب سواء عن طريق.الإهداء أو الإقتناء نخص منها بالذكر الكتب المنشورة في إطار تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية"، وقد بلغ عدد العناوين الواردة هذه السنة 633 كتاب باللغة العربية ما يعادل 9619 نسخة، بينما بلغ عدد العناوين باللغة الفرنسية 205 أي ما يقابله 1885 نسخة.
وحسب دراسة قامت بها طالبة في إطار مذكرة ليسانس في علم المكتبات فإن الرصيد في معظمه جديد إذ تقدر نسبته الكتب المنشورة بين سنتي 2004 و 2007 بـ 52% من حجم الرصيد الإجمالي، بينما يتوزع الرصيد ذاته على مختلف مجالات المعرفة وإذا أردنا تقسيمه حسب تصنيف ديوي العشري فإننا نجد أن قسم الجغرافيا والتاريخ يحتل الصدارة بنسبة 21,42% يليه قسم العلوم الإجتماعية بنسبة 18,83% ثم قسم الآداب والبلاغة بنسبة 12,98% ويتساوى كل من قسم المعارف العامة وقسم الفلسفة وعلم النفس بنسبة 10,38%، بينما تتوزع باقي الأقسام على نسب تتراوح بين 7,79% وتمثل قسم الديانات و 2,59% وتمثل قسم العلوم الطبيعية والرياضيات.
إحصائيات ومقارنات واستنتاجات:
وبمقارنة الإحصائيات المتعلقة بنشاط المصلحة بين سنتي 2000 و 2008 نستخلص عدة نتائج؛ نلخصها فيما يلي:
- عرف عدد الجهات المستقبلة للمكتبات المتنقلة تطورا كبيرا حيث وبعد أن اقتصر عام 2000 على 4 جهات مستقبلة قفز في عام 2007 إلى أعلى مستوياته إذ بلغ 53 جهة.
- وإذا نظرنا إلى عدد المكتبات المتنقلة المشاركة في الخرجات المبرمجة فنجد أنها تطورت إيجابيا وبشكل ملحوظ هي الأخرى ارتفعت من 7 عام 2000 إلى 148 عام 2007.
- وكذلك الأمر بالنسبة لعدد الموظفين المشاركين في خرجات المكتبات المتنقلة إذ انتقل من 15 عام 2000 إلى ما يقارب 400 موظف مشارك عام 2007.
- بينما بلغ عدد الكتب المعارة ذروته عام 2005 إذ قدر بـ 41704 كتابا معارا.
- وسجلت نفس السنة أعلى حجم من الرصيد المهدى الذي أوصلته المكتبات المتنقلة إلى جهات مختلفة عبر ولايات الوطن أهمها الملحقات والمكتبات المحلية والجمعيات المعرفية إذ بلغ 29541.
خاتمة:
لقد رأينا أن المكتبة المتنقلة عرفت عدة تطورات في بلادنا من فجر الاستقلال إلى يومنا هذا، والملاحظ أن هذه الأخيرة حين كانت تلقى دعم من الجهات الوصية ماديا ومعنويا كانت تزدهر وتحقق تقدما معتبرا على طريق خدمة المطالعة وتنمية المقروئية، في حين دائما ما يرتبط قلة نشاطها بضعف الموارد المالية المخصصة لها أو مرورها بمرحلة انتقالية متمثلة في تغيير التشريعات المتصلة بها، ومع ذلك فيكفي أنها أوصلت الفرحة إلى كثير من المناطق النائية ساهمت ولو بالقدر القليل في تنشيط الساحة الثقافية ولفت الانتباه إلى أهمية المعرفة في حياتنا.
قائمة المراجع:
الجرائد الرسمية:
- القرارات الوزارية المشتركة بين وزيري الثقافة والمالية المؤرخة في 25 ماي 2005، والمتضمنة إنشاء ملحقات للمكتبة الوطنية بولايات أدرار وبجاية وتلمسان وتيارت (فرندة) وتيزي وزو وعنابة وقسنطينة.
في: الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية، ع.63، 2005، ص.21-24
- مرسوم تنفيذي رقم 08-235 مؤرخ في 26 جويلية 2008، يعدل ويتمم المرسوم التنفيذي رقم 93-149 المؤرخ في 22 جوان 1993 والمتضمن القانون الأساسي للمكتبة الوطنية.
في: الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية، ع.43، 2008، ص.15-16
التقارير والسجلات الداخلية:
- المكتبة الوطنية الجزائرية.ـ التقرير السنوي لمصلحة المطالعة العامة لسنة 2006.ـ [الجزائر]: المكتبة الوطنية، 2006.
- المكتبة الوطنية الجزائرية.ـ التقرير السنوي لمصلحة المطالعة العامة لسنة 2007.ـ [الجزائر]: المكتبة الوطنية، 2007.
- المكتبة الوطنية الجزائرية.ـ التقرير السنوي لمصلحة المطالعة العامة لسنة 2008.ـ [الجزائر]: المكتبة الوطنية، 2008.
- المكتبة الوطنية الجزائرية.ـ دليل المكتبة.ـ [الجزائر]: المكتبة الوطنية، 2007.
- المكتبة الوطنية الجزائرية.ـ مراسلة إلى جهة مستقبلة للمكتبة المتنقلة.ـ [الجزائر]: المكتبة الوطنية، 2006.
الرسائل الجامعية:
- بوفنشوش، نصيرة.ـ فهرس تحليلي لجزء من الرصيد العربي لمصلحة المكتبة المتنقلة بالمكتبة الوطنية الجزائرية/ نصيرة بوفنشوش.ـ [الجزائر]: [د.ن.]، [2008]
مذكرة ليسانس: علم المكتبات: جامعة الجزائر: 2008
البحوث الخاصة:
- مداحي، رزيقة.ـ المكتبات المتنقلة: واقع ورؤى مستقبلية: الجزائر نموذجا/ رزيقة مداحي.ـ [الجزائر]: [د.ن.]، [2010]
بحث مقدم في إطار الدورة التكوينية لموظفي المكتبات المتنقلة: المكتبة الوطنية: 2010
- زيدات، عبد الرحمان.ـ المكتبة المتنقلة بين النظرية والتطبيق/ عبد الرحمان زيدات.ـ [الجزائر]: [د.ن.]، [2010]
بحث مقدم في إطار الدورة التكوينية لموظفي المكتبات المتنقلة: المكتبة الوطنية: 2010
المراجع الإلكترونية:
بارك الله فيكم
ردحذفالسلام عليكم من فضلكم لدي بحث حول المكتبات المتنقلة الواقع والأفاق افيدوني بمراجع عن الموضوع
ردحذفشئ مشرف للجزائر مزيدا من التألق والنجاح بوركتم
ردحذف