كامل الشيرازي - قلم رصاص - الجزائر
بعد أيام قلائل تتسلم الجزائر راية القيادة لثقافة العرب، حيث ستحمل لقب "عاصمة الثقافة العربية" خلال عام 2007، لذا تتزين الجزائر لإعادة بعث الموروث الحضاري والمفردات الثقافية الجزائرية، وكذلك إحياء التاريخ لعرض بواباته أمام الأشقاء العرب لاستكشاف الوجه الآخر لجزائر الآثار والفنون والأدب.. فهنا تروى عشرات المعالم ملحمة الأمير الشاعر "عبد القادر الجزائري"، وتتراقص الأساطير الحية، من قوس كراكلا الأصلي الذي نقلت عنه نسخة بعلبك في لبنان، إلى تمثال أب الآلهة عند الرومان جوبيتر، مرورا بموكب باخوس العظيم الذي احتفظت الجزائر بتفاصيله قرونا من الزمن.
تراث هائم الجزائر التي دلت الحفريات على تواجد الإنسان بها قبل خمسمائة ألف عام، ومرّ بها القرطاجيين والرومان والوندال والأسبان والفرنسيين والعرب من فاطميين وزيانيين ورستميين وحفصيين، تزخر بألوان تراثية منّوعة، من آثار الحضارة الإيبيرية-المغاربية، والحضارات القفصية، إضافة إلى حضارات أخرى في مناطق كثيرة عبر المحافظات الـ48.لذا فأينما تتوجه في الجزائر تعانقك متاحف على الطبيعة كما هو حال الآثار الرومانية بتيمقاد، فضلا عن قلعة الحماديين ومغارة بني عاد وحظيرة الهقار والطاسيلي، إضافة إلى مغارة ابن خلدون، فهنا كتب العلامة الشهير رائعته في فلسفة التاريخ "المقدمة" بقرية بني سلامة في محافظة تيارت، ولا ننسى الفيلسوفين مالك بن نبي والقديس أوجوستين.ولتمكين الضيوف العرب من استكشاف هذه الروافد، سيجري تنظيم 16 معرضا حول التراث بهدف إعادة الاعتبار للأماكن التاريخية من خلال ملتقيات حول التاريخ والأنثروبولوجيا من بينها ثلاثة معارض كبرى، الأول عن العلامة ابن خلدون، والثاني يتمثل في معرض العصر الذهبي للعلوم العربية. كما سيتم إصدار 350 عنوان بينها 200 عنوان جديد يحكي عن التراث الجزائري، ناهيك عن تنظيم عشرات القوافل والكرنفالات، فضلا عن عرض أعمال أوبيرالية كوريغرافية ستكون مبنية على أساطير شعبية جزائرية على غرار أمثولة (الجازية والدراويش)، بالإضافة إلى إنجاز مشروع "المركز العربي للآثار" الذي ستنطلق الأشغال به في مايو/آيار المقبل بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله، علما أنّ مجموع وحدات الأروقة الجزائرية، سيجري تحويلها إلى متاحف للفنون التقليدية بغرض الترويج لمختلف تحف وشواهد الثقافة والتراث المحليين. .
المسرح في الواجهةالمسرح الجزائري بأعلامه الكبار كـ"محي الدين باشتارزي" و"عبد الرحمان كاكي" و"مصطفى كاتب" و"رشيد قسنطيني" و"كاتب ياسين"، ومدارسه (القلعة) و(القوّال)، يراهن هذا العام على استعاد بريق زمن الحكواتي و"القراقوز" أو العين السوداء باللغة التركية التي ظهرت أثناء الحكم العثماني للجزائر، ورائعة ابراهام دانينوس (نزهة المشتاق وغصة العشاق في مدينة الترياق في العراق) وهو أول نص درامي جزائري عربي نشر على الطباعة الحجرية في 1847 بمدينة الجزائر.وعلى منوال توأمته مع "الجوق المصري للتمثيل والرقص والغناء" (1909)، وتواصله مع "جوق الأدب التونسي" (1913)، وفرقة جورج أبيض اللبنانية الشهيرة (1921)، وفرقة عزالدين المصرية (1922)، وفرقة فاطمة رشدي (1931)، يقترح أب الفنون هذا العام نحو 45 عملا مسرحيا، إلى جانب تظاهرات نقدية حول راهن وأفق الفن الرابع في الجزائر والوطن العربي، مع الإشارة إلى تنظيم طبعة عربية للمسرح المحترف.
الفنون حاضرةذاكرة الجزائر الفنية المنطبعة بآلة ''الموندولين''، و"الجوقة البسطانجية" منذ ثلاثينيات القرن الماضي، والتي أنجبت عميد فن المالوف "الشيخ عبد القادر التومي" أحد كبار تجليات الموسيقى الأندلسية عبر العالم، إلى جانب مطربيها الشعبيين على غرار محمد العنقى والهاشمي قروابي واعمر الزاهي وكذا مغنيي الراي والراب، ستغدو هذه السنة قبلة للموسيقى العربية، من خلال ما يزيد عن 15 مهرجانا موسيقيا إلى جانب 10 مقامات إبداعية تجمع بين الجزائر وعدد من الدول العربية و11 لوحة إبداعية في الرقص والكوريغرافيا، علما أنّ الجزائر ستحتفي بأول كوميديا موسيقية في تاريخها الربيع المقبل، مع الإشارة أنّ "السندسية" و"الفخارجية" و"الديوانية" هي من أشهر مدارسها.من جهتها، ستكون الفنون التشكيلية الجزائرية التي اشتهرت تاريخيا بفناني المنمنمات والرسامين الإنطباعيين، حاضرة عبر 21 معرضا تتناول الفن والثورة الجزائرية، والفن التشكيلي الجزائري عبر مختلف الأجيال، إضافة إلى معرض "المستشرقون" الذي يبرز أثر الجزائر في إلهام فنانين عالميين على غرار "ديلاكروا" في لوحته الخالدة نساء الجزائر، والأديب الإسباني دون كيشوت في رائعته "دون كيخوت".
سينما تعانق الماضيإذا كان عمر السينما قصيرا في الجزائر تبعا لانبعاثها بعد استقلال البلد في صيف 1962، فإنّ ذلك لم يقف عائقا أمام بروز أجيال سينمائية عالية القامة، على غرار المخرج "لخضر حمينة" الذي نال اليوبيل الذهبي في مهرجان كان 1967 عن رائعته (وقائع سنين الجمر)، وكذا "أحمد راشدي" بفيلمه (الطاحونة) الذي اشترك فيه الفنان المصري عزت العلايلي والنجمة اللبنانية ماجدة الرومي، ويبرز أيضا إسم المخرج "عمار العسكري" بأفلامه الثورية وأجودها (دورية نحو الشرق)، إضافة إلى الراحل "جمال فزاز" وكذا "سيد علي كويرات" و"سيد أحمد أقومي"، والمخرجة "يمينة شويخ" التي نالت جائزة خاصة في مهرجان كان 2002 عن فيلمها (رشيدة).وسيكون نتاج الفن السابع الجزائري ثريا هذه السنة، عبر إنجاز 68 فيلما طويلا وقصيرا، ويوجد بين هذه الأفلام، الدراما التاريخية "يوغرطة" للمخرج بختي بن عمر، و"الأندلس" لمحمد شويخ "، وفيلم "أسد الأوراس" للصادق بخوش، وهي سابقة لم تعرفها الجزائر منذ الاستقلال.كما سيجري تنظيم عديد الأسابيع السينمائية العربية على مدار أشهر السنة القادمة، إضافة إلى مهرجانات بالجملة أبرزها أول مهرجان سينمائي دولي ستحتضنه الجزائر في نوفمبر/تشرين الثاني 2007، فضلا عن المهرجان العربي للسينما، علما أنّ الجزائر تراهن على تتويج مشروع فيلم ضخم حول رمزها الخالد "الأمير عبد القادر".
إصدارات أدبيةتحفل الساحة الأدبية في الجزائر بأسماء لها رنين أمثال الأدباء مولود فرعون والطاهر وطار ورشيد بوجدرة ورشيد ميموني، والراحل عبد الحميد بن هدوقة وواسيني الأعرج وسعيد بوليفا ومولود معمري، إضافة إلى الشعراء مفدي زكريا ومحمد العيد آل خليفة ومحمد السائحي وعز الدين ميهوبي وكذا الشاعر الأمازيغي "سي محند أومحند".ومن الجيل الحالي، هناك "ياسمينة خضرا" وإسمه الحقيقي "محمد مولسهول"، الذي أثار جدلا بروايته ( سنونوات من كابول)، كما أنّ هناك واقعا شعريا مزدهرا في الجزائر، يحفل بما يربو على 50 اسما مشرقا يتنافسون على ابتكار قصائد حداثية. وللنهوض بالواقع الأدبي الراكد، سينشر ألف عنوان، بينها 90 عنوانا لكتب مترجمة من الفرنسية إلى العربية ومن الأمازيغية إلى العربية، وإصدار 40 عنوانا لكتب فاخرة عن المدن الجزائرية، فضلا عن 365 إصدار جديد في انتظار الشروع في إعادة طبع 600 كتاب كلاسيكي لكتاب جزائريين، 90 منها مترجمة عن روائع الأدب الجزا
تراث هائم الجزائر التي دلت الحفريات على تواجد الإنسان بها قبل خمسمائة ألف عام، ومرّ بها القرطاجيين والرومان والوندال والأسبان والفرنسيين والعرب من فاطميين وزيانيين ورستميين وحفصيين، تزخر بألوان تراثية منّوعة، من آثار الحضارة الإيبيرية-المغاربية، والحضارات القفصية، إضافة إلى حضارات أخرى في مناطق كثيرة عبر المحافظات الـ48.لذا فأينما تتوجه في الجزائر تعانقك متاحف على الطبيعة كما هو حال الآثار الرومانية بتيمقاد، فضلا عن قلعة الحماديين ومغارة بني عاد وحظيرة الهقار والطاسيلي، إضافة إلى مغارة ابن خلدون، فهنا كتب العلامة الشهير رائعته في فلسفة التاريخ "المقدمة" بقرية بني سلامة في محافظة تيارت، ولا ننسى الفيلسوفين مالك بن نبي والقديس أوجوستين.ولتمكين الضيوف العرب من استكشاف هذه الروافد، سيجري تنظيم 16 معرضا حول التراث بهدف إعادة الاعتبار للأماكن التاريخية من خلال ملتقيات حول التاريخ والأنثروبولوجيا من بينها ثلاثة معارض كبرى، الأول عن العلامة ابن خلدون، والثاني يتمثل في معرض العصر الذهبي للعلوم العربية. كما سيتم إصدار 350 عنوان بينها 200 عنوان جديد يحكي عن التراث الجزائري، ناهيك عن تنظيم عشرات القوافل والكرنفالات، فضلا عن عرض أعمال أوبيرالية كوريغرافية ستكون مبنية على أساطير شعبية جزائرية على غرار أمثولة (الجازية والدراويش)، بالإضافة إلى إنجاز مشروع "المركز العربي للآثار" الذي ستنطلق الأشغال به في مايو/آيار المقبل بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله، علما أنّ مجموع وحدات الأروقة الجزائرية، سيجري تحويلها إلى متاحف للفنون التقليدية بغرض الترويج لمختلف تحف وشواهد الثقافة والتراث المحليين. .
المسرح في الواجهةالمسرح الجزائري بأعلامه الكبار كـ"محي الدين باشتارزي" و"عبد الرحمان كاكي" و"مصطفى كاتب" و"رشيد قسنطيني" و"كاتب ياسين"، ومدارسه (القلعة) و(القوّال)، يراهن هذا العام على استعاد بريق زمن الحكواتي و"القراقوز" أو العين السوداء باللغة التركية التي ظهرت أثناء الحكم العثماني للجزائر، ورائعة ابراهام دانينوس (نزهة المشتاق وغصة العشاق في مدينة الترياق في العراق) وهو أول نص درامي جزائري عربي نشر على الطباعة الحجرية في 1847 بمدينة الجزائر.وعلى منوال توأمته مع "الجوق المصري للتمثيل والرقص والغناء" (1909)، وتواصله مع "جوق الأدب التونسي" (1913)، وفرقة جورج أبيض اللبنانية الشهيرة (1921)، وفرقة عزالدين المصرية (1922)، وفرقة فاطمة رشدي (1931)، يقترح أب الفنون هذا العام نحو 45 عملا مسرحيا، إلى جانب تظاهرات نقدية حول راهن وأفق الفن الرابع في الجزائر والوطن العربي، مع الإشارة إلى تنظيم طبعة عربية للمسرح المحترف.
الفنون حاضرةذاكرة الجزائر الفنية المنطبعة بآلة ''الموندولين''، و"الجوقة البسطانجية" منذ ثلاثينيات القرن الماضي، والتي أنجبت عميد فن المالوف "الشيخ عبد القادر التومي" أحد كبار تجليات الموسيقى الأندلسية عبر العالم، إلى جانب مطربيها الشعبيين على غرار محمد العنقى والهاشمي قروابي واعمر الزاهي وكذا مغنيي الراي والراب، ستغدو هذه السنة قبلة للموسيقى العربية، من خلال ما يزيد عن 15 مهرجانا موسيقيا إلى جانب 10 مقامات إبداعية تجمع بين الجزائر وعدد من الدول العربية و11 لوحة إبداعية في الرقص والكوريغرافيا، علما أنّ الجزائر ستحتفي بأول كوميديا موسيقية في تاريخها الربيع المقبل، مع الإشارة أنّ "السندسية" و"الفخارجية" و"الديوانية" هي من أشهر مدارسها.من جهتها، ستكون الفنون التشكيلية الجزائرية التي اشتهرت تاريخيا بفناني المنمنمات والرسامين الإنطباعيين، حاضرة عبر 21 معرضا تتناول الفن والثورة الجزائرية، والفن التشكيلي الجزائري عبر مختلف الأجيال، إضافة إلى معرض "المستشرقون" الذي يبرز أثر الجزائر في إلهام فنانين عالميين على غرار "ديلاكروا" في لوحته الخالدة نساء الجزائر، والأديب الإسباني دون كيشوت في رائعته "دون كيخوت".
سينما تعانق الماضيإذا كان عمر السينما قصيرا في الجزائر تبعا لانبعاثها بعد استقلال البلد في صيف 1962، فإنّ ذلك لم يقف عائقا أمام بروز أجيال سينمائية عالية القامة، على غرار المخرج "لخضر حمينة" الذي نال اليوبيل الذهبي في مهرجان كان 1967 عن رائعته (وقائع سنين الجمر)، وكذا "أحمد راشدي" بفيلمه (الطاحونة) الذي اشترك فيه الفنان المصري عزت العلايلي والنجمة اللبنانية ماجدة الرومي، ويبرز أيضا إسم المخرج "عمار العسكري" بأفلامه الثورية وأجودها (دورية نحو الشرق)، إضافة إلى الراحل "جمال فزاز" وكذا "سيد علي كويرات" و"سيد أحمد أقومي"، والمخرجة "يمينة شويخ" التي نالت جائزة خاصة في مهرجان كان 2002 عن فيلمها (رشيدة).وسيكون نتاج الفن السابع الجزائري ثريا هذه السنة، عبر إنجاز 68 فيلما طويلا وقصيرا، ويوجد بين هذه الأفلام، الدراما التاريخية "يوغرطة" للمخرج بختي بن عمر، و"الأندلس" لمحمد شويخ "، وفيلم "أسد الأوراس" للصادق بخوش، وهي سابقة لم تعرفها الجزائر منذ الاستقلال.كما سيجري تنظيم عديد الأسابيع السينمائية العربية على مدار أشهر السنة القادمة، إضافة إلى مهرجانات بالجملة أبرزها أول مهرجان سينمائي دولي ستحتضنه الجزائر في نوفمبر/تشرين الثاني 2007، فضلا عن المهرجان العربي للسينما، علما أنّ الجزائر تراهن على تتويج مشروع فيلم ضخم حول رمزها الخالد "الأمير عبد القادر".
إصدارات أدبيةتحفل الساحة الأدبية في الجزائر بأسماء لها رنين أمثال الأدباء مولود فرعون والطاهر وطار ورشيد بوجدرة ورشيد ميموني، والراحل عبد الحميد بن هدوقة وواسيني الأعرج وسعيد بوليفا ومولود معمري، إضافة إلى الشعراء مفدي زكريا ومحمد العيد آل خليفة ومحمد السائحي وعز الدين ميهوبي وكذا الشاعر الأمازيغي "سي محند أومحند".ومن الجيل الحالي، هناك "ياسمينة خضرا" وإسمه الحقيقي "محمد مولسهول"، الذي أثار جدلا بروايته ( سنونوات من كابول)، كما أنّ هناك واقعا شعريا مزدهرا في الجزائر، يحفل بما يربو على 50 اسما مشرقا يتنافسون على ابتكار قصائد حداثية. وللنهوض بالواقع الأدبي الراكد، سينشر ألف عنوان، بينها 90 عنوانا لكتب مترجمة من الفرنسية إلى العربية ومن الأمازيغية إلى العربية، وإصدار 40 عنوانا لكتب فاخرة عن المدن الجزائرية، فضلا عن 365 إصدار جديد في انتظار الشروع في إعادة طبع 600 كتاب كلاسيكي لكتاب جزائريين، 90 منها مترجمة عن روائع الأدب الجزا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق