يناير 18، 2007

المكتبي صاحب رسالة

"فأما من أعطى واتقى* وصدق بالحسنى* فسنيسره لليسرى"
صدق الله العظيم
الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافىء مزيده
من نعم الله علينا ان من علينا بمهنة من أشرف المهنة وأعلاها قدرا
مهنة تخدم جميع العلوم
المكتبي صاحب رسالة
على كل منا ان يسأل نفسه ماذا فعل وماذا قدم للمهنة طيلة عمله؟
لما يأخذنا الحياء عندما يسألنا الآخرون عن مهنتنا
نأخذ بعض من الوقت في التفكير لنصيغ له عبارة جذابة دون أن نذكر له من قريب أوبعيد أننا مكتبيون
للأسف مجتمعنا ينظر إلى المهنة بنظرة عار واستهانة بها
ولو نظرنا للوراء سنجد أن مهنتنا عريقة مهنة وراءها تاريخ
"ولقد تطورت وظائف اختصاصي المكتبة على مر العصور مع تطور المكتبات وخدماتها، ففي العصور القديمة كانت المكتبات جزءًا من دور العبادة، مثلها في ذلك كالمدارس والمستشفيات، ولقد تمثلت طبقة العلماء في الكهنة ورجال الدين، وكان هؤلاء يحتفظون بإنتاجهم الفكري من كتب وأبحاث ودراسات في المعابد التي يعملون بها، وقاموا بتدوين هذا الإنتاج بكتابات لا يستطيع أفراد الشعب قراءتها، ومن ثم لا يستطيع أحدهم معرفة أسرارهم العلمية فينافسهم الزعامة والسيطرة على الناس، ففي مصر القديمة- على سبيل المثال- كانت الكتابة الهيروغليفية أولى الكتابات التي ابتكرها كهنة مصر العلماء ودونوا بها كتاباتهم المختلفة، وبالمثل كانت حضارات الصين والهند وبلاد الرافدين، وفي هذه الأثناء لم يتم تعيين مسؤول للمكتبة، فقد كان هؤلاء العلماء يحتفظون بإنتاجهم الفكري بالمعابد بالصورة التي تتراءى لهم، ولكل منهم مكان خاص، ومع تزايد الإنتاج الفكري بدأ يتطوع أحدهم بتنظيم مقتنيات المكتبة بصورة معينة من أجل المحافظة عليها من التلف أو الفقد، وفي نفس الوقت لم تكن المكتبة مفتوحة أمام عامة الشعب، بل اقتصرت خدماتها على فئة العلماء فقط.وبعد أن كانت هذه الوظيفة بالتطوع أصبحت بالتعيين، ولقد كان التركيز في البداية على اختيار أمين المكتبة من العلماء أو المفكرين أو الأدباء أو المحبين للكتب والقراءة، ففي مكتبة الإسكندرية القديمة وقع الاختيار على كاليماخوس الذي كان يعمل معلمًا إلى جانب شهرته في مجال الشعر والأدب، وعندما تولى العمل في إدارة مكتبة الإسكندرية وجد أن مقتنيات المكتبة في نمو متزايد، نتيجة حرص الملوك البطالمة على جمع التراث اليوناني والبشري من كل مكان بهذه المكتبة، حتى إن السفن التي كانت تأتي إلى ميناء الإسكندرية كان يتم تفتيشها وتفتيش من عليها بحثًا عن الكتب لتزويد المكتبة لها، لذلك فكر كاليماخوس في عمل سجل يضم كافة هذه المقتنيات، ووصف كل كتاب بعنوانه واسم مؤلفه وموضوعه وفقرات من بدايته ونهايته، وذلك من أجل حصر المقتنيات، وتسهيل تعرف العلماء وصغار العلماء من طلبة العلم المترددين على المكتبة على مقتنياتها. وعندما مات كاليماخوس ولم يكن قد انتهى من هذا العمل استكمله تلاميذه أبولونيوس وأرستاخوس.ولقد استمرت الفئة المسيطرة على إدارة المكتبات من العلماء والأدباء ومحبي القراءة نظرًا لارتباطهم كثيرًا بالمكتبات من أجل القراءة والاطلاع وإعداد الأبحاث والدراسات المختلفة، إلى جانب تشجيع الحكام لهم على مواصلة البحث العلمي. ففي العصر الإسلامي ظهر الكثير من المكتبات العامة، وكان من أبرزها بيت الحكمة في بغداد التي أقامها الخليفة المأمون، وبيت الحكمة في القاهرة التي أقامها الحاكم بأمر الله. ولقد حرص الخلفاء على جمع تراث الإنسانية بمكتباتهم، كما شجعوا الترجمة من اللغات المختلفة إلى اللغة العربية، حتى إن المأمون كان يمنح كل من يقوم بترجمة أي كتاب إلى اللغة العربية وزن ورقة ذهبًا.هذا، ولقد استمرت وظيفة المكتبي الأساسية تقوم على الجمع والحفظ، أي جمع مقتنيات المكتبة وحفظها، حتى إن المكتبات الفرنسية- على سبيل المثال- كانت تربط الكتب بالسلاسل خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين تأكيدًا للمحافظة عليها من أية أخطار تهددها، بخاصة تعرضها للسرقة، وكان من يريد القراءة يأخذ الكتاب بسلاسله ويقرؤه ثم يعيده للخزانة كما هو. وحرص أمين المكتبة في هذه الفترة على أن تكون الكتب بعيدة (قدر المستطاع) عن أيدي الناس، حتى يتمكن فيما بعد من تسليمها عهدة لمن يأتي بعده من أمناء المكتبة، دون أن تكون الكتب قد مزقت، أو أصابها التلف من كثرة الاستخدام، أو فقدت بسبب السرقة. ولقد كان أمين المكتبة معذورًا في ذلك، حيث كانت الكتب غالية الثمن وصعبة المنال، ولا يمكن تعويضها، وكانت المكتبة لا يوجد بها سوى نسخة واحدة من كل كتاب، وكانت عبارة عن مخطوطات يتم نسخها باليد، فلم تكن الطباعة قد اخترعت بعد" 1
إن تطور الأمم لهو وثيق الإرتباط بحضارة وثقافة الشعوب وهذا ما نجد دلائله عند الأوروبيين
فمتى وجدنا حضارة وتقدم في جميع المجالات متى وجدنا اهتما بالكتب والثقافة والعلم هي معادلة بسيطة السرد عظيمة المعنى صعبة التحقيق

وكذلك نجد دلائله عندنا نحن العرب متى وجدت جهل وتخلف متى وجدت إهمال للعلم والثقافة واستهتار بالعلم والعاملين عليه
من المعروف أن اية حضارة قوية الدعائم طويلة الأمد فهي في الأساس قائمة على أهتما بالثقافة والعلم والمعرفة قائمة على احترام كل من يعمل على هذا العلم قائمة على احترام مهنة المكتبي صاحب الرسالة التي يخدم من خلالها الجميع
من مهندس وطبيب ومحاسب ومحام .... عل مجتمعنا يقدر مهنتنا ويفوق من غفوته ويقدر ويحترم العلم وخادميه حتى تعود حضارتنا كما كانت منارة للعالم تشع منها نور العلم والمعرفة للدنيا بأجمعها.

رسالة إلى المكتبيين :
* فليؤد كل منا عمله المنوط به ويجعل في ذهنه أن هذا العمل خدمة يجب أن تودى أبتغاء مرضاة الله
* نتعاون من أجل تأدية الرسالة على أكمل وجه
* الإيثار هو عنوان النجاح "ويؤثرون على أنفسهم" وهذا هو الداء الذى استشرى في جسد العرب الكل يريد أن يقول أنا فقط
* التعاون من أجل أن نقدم شىء نفخر به كعرب بدلا من الصراعات
* الآخرين ليسوا أفضل منا
* نريد أن نصنع أدوات مكتوب عليها "صناعة عربية" من خلال خبراتنا ولن يأتي إلا بلم الشمل بين أسرة المكتبيين التي أراها ممزقة الأشلاء .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق