في الوقت الذي يتصارع فيه المكتبيون ويختلفون من أجل شىء واحد وهو خدمة المجتمع
لم ننظر في نفس الوقت إلى المجتمع الذي نخدمه
أرجو قراءة هذا التحقيق الذي أجرته جريدة الوقت منذ فترة وليحدد كل منا السبب والعلاج
لهذه المشكلة.
نعم هذا هو واقعنا والذي أكده هذا التحقيق والذي يعلمه الجميع
فما الحل؟
التحــــــــــــقيق :
تذرعوا بضيق الوقت وضغط الدراسة والتنشئة الأسرية..
طلبة الجامعة لا يقرأون.. وهمهم الوحيد الدرجات ثم الوظيفة
الوقت - جهاد عبدالرسول:
تشكل القراءة والمطالعة بوابة الإنسان إلى المعرفة واكتساب العلوم، وما من تقدم علمي أو ثقافي أو أدبي وصل إليه الإنسان إلا وكانت المطالعة وقوده الحيوي، بحيث يصبح المجتمع الذي لا يقرأ مصابا بالأمية الثقافية.
وإذا كان هذا هو الواقع العام الذي لا يختلف عليه أحد، فإن حال الطالب الجامعي في وقتنا الراهن لا يوحي بالتفاؤل في هذا المجال، وإن تعددت الأسباب ما بين الأسلوب التعليمي عموما إلى ضيق الوقت وتزايد الهموم، فضلا عن الوسائل المرئية والمسموعة والتي طغت على حركة العصر الحديث.
من جهتها، قالت الطالبة في قسم الإسلاميات زهرة محمد جعفر إن ‘’وسائل مطالعاتها تتركز على التلفزيون والإنترنت’’، معتبرة أن ‘’توجه الطلبة للقراءة في المعدل المتوسط، بينما يجب أن يكون في مستوى أعلى’’.
ورأت جعفر أن ‘’الوالدين لم يربوا أبناءهم على القراءة، ويمكن أن يكون لتطوير المنهج الدراسي وحث الأساتذة الطلبة على القراءة دور في حل المشكلة’’.
الهواية سبيلك للقراءة
أوضح الطالب في تخصص علوم الحاسوب محمد عبدالله إبراهيم والذي يهوى قراءة الكتب الإسلامية والتاريخية، أن ‘’لدى طلبة جامعة البحرين، توجه ضعيف للقراءة والمطالعة، لأنهم لا يمتلكون حافزا في هذا الاتجاه، فالهم الوحيد لديهم تحصيل الدرجات فقط’’.
وفيما أفاد إبراهيم أن ‘’عدد الكتب التي تطبع لدينا، لا تساوي 1% مما يطبع في الغرب’’، نصح زملاءه ‘’أن تبدأ القراءة لديهم كهواية حتى يتمكنوا من الاستمرار فيها’’.
وفي سياق متصل، قال الطالب سيدمحمد الوداعي، إن ‘’الطلبة يرغبون في المختصر المفيد، وليس الأشياء النظرية المتواجدة في شكل حشو من دون تدعيمها بالصور التي قد تجذب القراء’’، مضيفاً أن ‘’صنع مجتمع طلابي قارئ، يكون من خلال التوعية وربط الأشياء النظرية بالعملية’’.
من شب على شيء شاب عليه
من جهته، قال الطالب في كلية تقنية المعلومات مرتضى جاسم غلوم ‘’لا أكتفي بقراءة الكتب الدراسية، لأن القراءة هوايتي خصوصاً الكتب الإسلامية والقصص الأميركية’’.
وأضاف أن ‘’توجه الطلبة للمطالعة ضعيف جداً، إذ أن أذواق الناس مختلفة، فإذا كانت القراءة هواية لشخص ما، فليست كذلك بالضرورة لشخص آخر’’، معتبرا أن ‘’من شب على شيء، شاب عليه’’.
ورأى غلوم أن ‘’للتنشئة الأسرية أثرها البالغ في تكوين شخصية الفرد منذ طفولته حتى نضوجه، فيما يتعلق بحب المطالعة’’، موضحاً أن ‘’المطالعة نابعة من تكوين الفرد الأساسي، ولذا فإن صنع مجتمع طلابي قارئ، صعب التحقق حالياً’’.
إلى ذلك، أفاد الطالب في تخصص السياحة عبدالعزيز محمد أن ‘’توجهاته في القراءة، سياحية حسب تخصصه’’، معتبرا أن ‘’بعض الطلبة قد يتوسع في القراءة، والبعض الآخر يكتفي بالموجود’’.
وأشار محمد إلى أن ‘’البعد عن القراءة يعود إلى أسباب عدة، منها إهمال بعض الطلبة أو اكتفائهم بما يقع تحت أيديهم من كتب ومجلات’’.
لا وقت للقراءة.. وألتزم بالكتب الدراسية
من جهتها، قالت الطالبة في كلية إدارة الأعمال هيفاء مجيد إنها ‘’لا تقرأ كتبا، بل تطلع بصورة غير دائمة على القصص والمجلات’’، موضحة أن ‘’لا وقت لديها للقراءة، لذلك ألتزم فقط بالكتب الدراسية’’.
وأرجعت مجيد ذلك إلى ‘’كثرة الضغوط الدراسية، كما أن كتب مكتبة الجامعة قديمة ونادراً ما تخدمني’’، وفق ما قالت.
إلى ذلك، اقترحت مجيد ‘’توزيع المكتبات الصغيرة على الممرات، متضمنة كتبا مسعرة نشتريها كما نشتري (القهوة) من ماكينة القهوة’’.
الطالبي: عدد الكتب المستعارة لا يزيد على رغم ارتفاع عدد الطلبة.
من جهته، رأى مدير مكتبات جامعة البحرين هادي الطالبي أن ‘’طلبة الجامعة لا يقبلون كثيرا على القراءة’’، موضحا أن ‘’عدد طلبة جامعة البحرين نحو 19 ألفا، ولو افترضنا أن لدى كل طالب 4 مقررات دراسية كحد أدنى، هذا يعني أنه يحتاج إلى دعمها بكتب المطالعة والمعرفة’’.
وتابع ‘’على هذا الأساس ينبغي أن تكون الكتب المستعارة من الجامعة نحو 76 ألفا، لكنه وللأسف الشديد فإن الإحصائات تشير إلى أن عدد الكتب المستعارة في الفصل السابق نحو 57 ألفا فقط’’.
واعتبر الطالبي أن ‘’هذا العدد قليل جداً، فهناك ارتفاع في عدد الطلبة، من دون أن يوازيه ارتفاع في عدد الكتب المستعارة’’، مضيفا أن ‘’الارتفاع الحالي، لا يؤشر على القراءة والمطالعة، بل نريد زيادة عدد الكتب المستعارة أكثر وأكثر’’.
8 آلاف دورية الكترونية.. و170 ألف كتاب
وبخصوص الخدمات التي تقدمها مكتبات جامعة البحرين، قال الطالبي ‘’لدينا شعبة الإرشاد المكتبي، وتضم 5 أختصاصيين معلومات، كل منهم مسؤول عن كلية، ويتولون التنسيق مع الكليات والمشاركة في اجتماعات الأقسام الأكاديمية، والتعرف على احتياجات الأقسام من الكتب والدوريات والمصادر’’.
وأضاف ‘’كذلك يقومون بالتنسيق مع أعضاء الهيئة الأكاديمية لتنظيم الدورات في كيفية استخدام المصادر المطبوعة والإلكترونية’’.
وأوضح الطالبي ‘’لدينا 8 آلاف دورية الكترونية متاحة مباشرة من المكتبة الإلكترونية، و170 ألف كتاب ومرجع، بجانب عدد من الكتب الإلكترونية والموسوعات’’، مضيفا ‘’هناك كذلك قواعد معلومات باللغة الإنجليزية تحتوي على نحو 8 آلاف دورية الكترونية تشمل جميع المجالات، فضلا عن قاعدة الجامع الكبير وفيها 1750 كتابا’’.
وفيما رأى الطالبي أن ‘’لمنظومة التربية والتعليم دوراً بارزا في تشكيل ميول القراءة’’، أوضح أن ‘’هذه المشكلة أفرزتها المراحل الدراسية السابقة ابتداء من المرحلة الابتدائية وصولا إلى المرحلة الجامعية’’. وانتقد الطالبي ‘’الأسلوب التقليدي للتدريس والذي لايزال قائما على رغم محاولات التغيير، حيث أنه يقوم على الاتصال في اتجاه واحد من المعلم إلى الطالب من دون تفاعل حيوي بين الطرفين يشجع الطالب على البحث والمعرفة’’.
وأشار الطالبي إلى ‘’دور الأسرة في خلق تقاليد المطالعة لدى الطفل بجعله يعتاد التعامل مع الكتاب منذ نعومة أظافره’’، مطالبا ‘’توافر المكتبات العامة والمدرسية وتجهيزها بأحدث وسائل البحث ليندرج ذلك كله تحت خطة موحدة للوصول إلى مجتمع قارئ في عصر الانفجار المعرفي’’.
كما دعا الطالبي إلى ‘’تنظيم الندوات وبرامج التوعية بأهمية المطالعة من خلال إقامة المعارض واستضافة بعض الكتاب، فضلا عن تنظيم المكتبات العامة بعض المسابقات للشباب في فترات الصيف’’.
العزوف عن القراءة.. أسباب متعددة
من جهته، أشار رئيس شعبة الخدمات المكتبية بمقر الجامعة بالصخير ناصر محمد علي إلى أن ‘’هناك مجموعة من الطلبة يتجهون إلى المكتبة لإعداد بحوثهم والبحث عن الكتب التي تتعلق بمقررات دراستهم’’، معتبرا أن ‘’هؤلاء هم الأكثرية ويقعون ضمن كليات معينة وهي التربية والآداب’’.
وتابع ‘’هناك قسم آخر يتجه إلى المكتبة كمكان للراحة بما فيها من طاولات وقاعات دراسية، والبعض الآخر يأتينا للحصول على إجابة معينة من قسم المراجع’’.
واعترف علي أنه ‘’حدث فعلاً ابتعاد عن القراءة والمطالعة، والدليل على ذلك أن الإقبال على المكتبة من أجل الإطلاع والثقافة ليس بذاك العدد الكبير’’، مستدلا على ذلك أن ‘’صندوق مقترحات الطلبة من الكتب يحتوي شهرياً على اقتراح واحد فقط، إن وجد’’.
ورأى علي أن ‘’عزوف الطالب عن القراءة والمطالعة قد يعود إلى الضغط الدراسي وارتباطه بالمحاضرات التي تأخذ جل وقته داخل الجامعة، لكن هذا لا يمنعه من استعارة الكتاب لقراءتها’’.
وأوضح أن ‘’هناك عدد من الطلبة قد يتخرج من دون أن يمر على المكتبة، إلا في اليوم الأخير قبل تخرجه لإخلاء طرف، على رغم أن من أهداف الجامعة تخريج طالب أكاديمي مثقف’’، حسب تعبيره.
واعتبر علي أن ‘’صنع مجتمع طلابي يقرأ مرتبط بالمراحل الدراسية السابقة’’، منتقدا في ذلك ‘’استخدام نظام التلقين في مدارسنا الحكومية على رغم تواجد مركز مصادر التعلم في كل مدرسة’’.
ونصح علي الطلبة ‘’الاستفادة القصوى من الخدمات الموجودة بالمكتبة، واستخدام المكتبة للإطلاع والثقافة وليس من أجل البحث العلمي فقط’’.
وفي سياق متصل. رأى أحد المتخصصين في علوم المكتبات أن ‘’الطالب في فترة الستينات كان أكثر اطلاعاً، يقرأ مئات الكتب ويذهب إلى المكتبات العامة على رغم بعد المسافة’’.
وتابع ‘’أما الطالب في الوقت الحالي، فقراءته سطحية من خلال الصحيفة أو المجلة أو الإنترنت الذي لا يمكنه كوسيلة للقراءة أن يضيف أشياء دسمة، وقد تؤثر وسائل الإعلام على مطالعات الطالب، في وقت أصبح الناس يتكلمون أكثر مما يقرأون’’.
وأرجع عزوف الطالب عن القراءة إلى ‘’تغير ظروف المجتمع وعدم الوثوق بالمثقفين باعتبار ما يقولونه أو يكتبونه هراء، فضلا عن اهتمام الناس بما يدور حولنا من حروب دولية أو طائفية أكثر من اهتمامهم بالقراءة’’.
ورأى أن ‘’صنع مجتمع طلابي قارئ أمر صعب جداً، ويتدخل فيه موضوعان رئيسان، هما أن يكون في الإعلام توجه ثقافي، وأن تحث المناهج الدراسية الطالب على المطالعة من خلال تخصيص حصص للثقافة’’.
مجتمعنا المعاصر يعيش أجواء مضادة للثقافة
وفي سياق متصل، أوضح أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب منذر عياش أن ‘’ثقافة الطالب ليست فقط ثقافة القراءة، بل ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه’’، مضيفا أن ‘’المجتمع يقدم لأبنائه الطلاب وغير الطلاب ثقافة تعينهم في اقتناص المعرفة وامتلاكها، كما تعينهم في فتح أبواب العلم’’.
وأعرب عياش عن أسفه أن ‘’مجتمعنا العربي المعاصر يعيش الآن أجواء مضادة للثقافة، لأنه في حالة من التفكك الاجتماعي التي تنذر بأحداث خطيرة تعكس حالة من التفكك الثقافي’’، مشيرا إلى ‘’تأثير ذلك على أبناء المجتمع والطالب الذي يأتي إلى الجامعة خصوصاً، وهو يعاني من انهدام في صرحه الاجتماعي والثقافي’’.
وتابع ‘’صار الطالب في أحسن أحواله قناص معلومة ويتصيد الأفكار تصيداً على شكل مختزلات وملخصات، ويريد أن يأخذها بأي ثمن لكي يتجاوز بها الامتحان والحصول على الوظيفة’’، حسب تعبيره.
ورأى عياش أن ‘’الحل يبدأ خارج الجامعة، وليس ضمن أسوارها، فإذا لم يكن الطالب مثقفاً قبل مجيئه إلى الجامعة، حتماً ستواجه المؤسسة الجامعية مشكلات في إنارة طريق العلم لهذا الطالب’’.
واقترح عياش ‘’العمل على حل المشكلة اجتماعياً، فالثقافة هي المجتمع، وعلى المجتمع أن يبني نفسه ثقافياً لكي يساعد الجامعة على بنائه معرفياً’’.
المصدر
http://www.alwaqt.com/art.php?aid=33045
لم ننظر في نفس الوقت إلى المجتمع الذي نخدمه
أرجو قراءة هذا التحقيق الذي أجرته جريدة الوقت منذ فترة وليحدد كل منا السبب والعلاج
لهذه المشكلة.
نعم هذا هو واقعنا والذي أكده هذا التحقيق والذي يعلمه الجميع
فما الحل؟
التحــــــــــــقيق :
تذرعوا بضيق الوقت وضغط الدراسة والتنشئة الأسرية..
طلبة الجامعة لا يقرأون.. وهمهم الوحيد الدرجات ثم الوظيفة
الوقت - جهاد عبدالرسول:
تشكل القراءة والمطالعة بوابة الإنسان إلى المعرفة واكتساب العلوم، وما من تقدم علمي أو ثقافي أو أدبي وصل إليه الإنسان إلا وكانت المطالعة وقوده الحيوي، بحيث يصبح المجتمع الذي لا يقرأ مصابا بالأمية الثقافية.
وإذا كان هذا هو الواقع العام الذي لا يختلف عليه أحد، فإن حال الطالب الجامعي في وقتنا الراهن لا يوحي بالتفاؤل في هذا المجال، وإن تعددت الأسباب ما بين الأسلوب التعليمي عموما إلى ضيق الوقت وتزايد الهموم، فضلا عن الوسائل المرئية والمسموعة والتي طغت على حركة العصر الحديث.
من جهتها، قالت الطالبة في قسم الإسلاميات زهرة محمد جعفر إن ‘’وسائل مطالعاتها تتركز على التلفزيون والإنترنت’’، معتبرة أن ‘’توجه الطلبة للقراءة في المعدل المتوسط، بينما يجب أن يكون في مستوى أعلى’’.
ورأت جعفر أن ‘’الوالدين لم يربوا أبناءهم على القراءة، ويمكن أن يكون لتطوير المنهج الدراسي وحث الأساتذة الطلبة على القراءة دور في حل المشكلة’’.
الهواية سبيلك للقراءة
أوضح الطالب في تخصص علوم الحاسوب محمد عبدالله إبراهيم والذي يهوى قراءة الكتب الإسلامية والتاريخية، أن ‘’لدى طلبة جامعة البحرين، توجه ضعيف للقراءة والمطالعة، لأنهم لا يمتلكون حافزا في هذا الاتجاه، فالهم الوحيد لديهم تحصيل الدرجات فقط’’.
وفيما أفاد إبراهيم أن ‘’عدد الكتب التي تطبع لدينا، لا تساوي 1% مما يطبع في الغرب’’، نصح زملاءه ‘’أن تبدأ القراءة لديهم كهواية حتى يتمكنوا من الاستمرار فيها’’.
وفي سياق متصل، قال الطالب سيدمحمد الوداعي، إن ‘’الطلبة يرغبون في المختصر المفيد، وليس الأشياء النظرية المتواجدة في شكل حشو من دون تدعيمها بالصور التي قد تجذب القراء’’، مضيفاً أن ‘’صنع مجتمع طلابي قارئ، يكون من خلال التوعية وربط الأشياء النظرية بالعملية’’.
من شب على شيء شاب عليه
من جهته، قال الطالب في كلية تقنية المعلومات مرتضى جاسم غلوم ‘’لا أكتفي بقراءة الكتب الدراسية، لأن القراءة هوايتي خصوصاً الكتب الإسلامية والقصص الأميركية’’.
وأضاف أن ‘’توجه الطلبة للمطالعة ضعيف جداً، إذ أن أذواق الناس مختلفة، فإذا كانت القراءة هواية لشخص ما، فليست كذلك بالضرورة لشخص آخر’’، معتبرا أن ‘’من شب على شيء، شاب عليه’’.
ورأى غلوم أن ‘’للتنشئة الأسرية أثرها البالغ في تكوين شخصية الفرد منذ طفولته حتى نضوجه، فيما يتعلق بحب المطالعة’’، موضحاً أن ‘’المطالعة نابعة من تكوين الفرد الأساسي، ولذا فإن صنع مجتمع طلابي قارئ، صعب التحقق حالياً’’.
إلى ذلك، أفاد الطالب في تخصص السياحة عبدالعزيز محمد أن ‘’توجهاته في القراءة، سياحية حسب تخصصه’’، معتبرا أن ‘’بعض الطلبة قد يتوسع في القراءة، والبعض الآخر يكتفي بالموجود’’.
وأشار محمد إلى أن ‘’البعد عن القراءة يعود إلى أسباب عدة، منها إهمال بعض الطلبة أو اكتفائهم بما يقع تحت أيديهم من كتب ومجلات’’.
لا وقت للقراءة.. وألتزم بالكتب الدراسية
من جهتها، قالت الطالبة في كلية إدارة الأعمال هيفاء مجيد إنها ‘’لا تقرأ كتبا، بل تطلع بصورة غير دائمة على القصص والمجلات’’، موضحة أن ‘’لا وقت لديها للقراءة، لذلك ألتزم فقط بالكتب الدراسية’’.
وأرجعت مجيد ذلك إلى ‘’كثرة الضغوط الدراسية، كما أن كتب مكتبة الجامعة قديمة ونادراً ما تخدمني’’، وفق ما قالت.
إلى ذلك، اقترحت مجيد ‘’توزيع المكتبات الصغيرة على الممرات، متضمنة كتبا مسعرة نشتريها كما نشتري (القهوة) من ماكينة القهوة’’.
الطالبي: عدد الكتب المستعارة لا يزيد على رغم ارتفاع عدد الطلبة.
من جهته، رأى مدير مكتبات جامعة البحرين هادي الطالبي أن ‘’طلبة الجامعة لا يقبلون كثيرا على القراءة’’، موضحا أن ‘’عدد طلبة جامعة البحرين نحو 19 ألفا، ولو افترضنا أن لدى كل طالب 4 مقررات دراسية كحد أدنى، هذا يعني أنه يحتاج إلى دعمها بكتب المطالعة والمعرفة’’.
وتابع ‘’على هذا الأساس ينبغي أن تكون الكتب المستعارة من الجامعة نحو 76 ألفا، لكنه وللأسف الشديد فإن الإحصائات تشير إلى أن عدد الكتب المستعارة في الفصل السابق نحو 57 ألفا فقط’’.
واعتبر الطالبي أن ‘’هذا العدد قليل جداً، فهناك ارتفاع في عدد الطلبة، من دون أن يوازيه ارتفاع في عدد الكتب المستعارة’’، مضيفا أن ‘’الارتفاع الحالي، لا يؤشر على القراءة والمطالعة، بل نريد زيادة عدد الكتب المستعارة أكثر وأكثر’’.
8 آلاف دورية الكترونية.. و170 ألف كتاب
وبخصوص الخدمات التي تقدمها مكتبات جامعة البحرين، قال الطالبي ‘’لدينا شعبة الإرشاد المكتبي، وتضم 5 أختصاصيين معلومات، كل منهم مسؤول عن كلية، ويتولون التنسيق مع الكليات والمشاركة في اجتماعات الأقسام الأكاديمية، والتعرف على احتياجات الأقسام من الكتب والدوريات والمصادر’’.
وأضاف ‘’كذلك يقومون بالتنسيق مع أعضاء الهيئة الأكاديمية لتنظيم الدورات في كيفية استخدام المصادر المطبوعة والإلكترونية’’.
وأوضح الطالبي ‘’لدينا 8 آلاف دورية الكترونية متاحة مباشرة من المكتبة الإلكترونية، و170 ألف كتاب ومرجع، بجانب عدد من الكتب الإلكترونية والموسوعات’’، مضيفا ‘’هناك كذلك قواعد معلومات باللغة الإنجليزية تحتوي على نحو 8 آلاف دورية الكترونية تشمل جميع المجالات، فضلا عن قاعدة الجامع الكبير وفيها 1750 كتابا’’.
وفيما رأى الطالبي أن ‘’لمنظومة التربية والتعليم دوراً بارزا في تشكيل ميول القراءة’’، أوضح أن ‘’هذه المشكلة أفرزتها المراحل الدراسية السابقة ابتداء من المرحلة الابتدائية وصولا إلى المرحلة الجامعية’’. وانتقد الطالبي ‘’الأسلوب التقليدي للتدريس والذي لايزال قائما على رغم محاولات التغيير، حيث أنه يقوم على الاتصال في اتجاه واحد من المعلم إلى الطالب من دون تفاعل حيوي بين الطرفين يشجع الطالب على البحث والمعرفة’’.
وأشار الطالبي إلى ‘’دور الأسرة في خلق تقاليد المطالعة لدى الطفل بجعله يعتاد التعامل مع الكتاب منذ نعومة أظافره’’، مطالبا ‘’توافر المكتبات العامة والمدرسية وتجهيزها بأحدث وسائل البحث ليندرج ذلك كله تحت خطة موحدة للوصول إلى مجتمع قارئ في عصر الانفجار المعرفي’’.
كما دعا الطالبي إلى ‘’تنظيم الندوات وبرامج التوعية بأهمية المطالعة من خلال إقامة المعارض واستضافة بعض الكتاب، فضلا عن تنظيم المكتبات العامة بعض المسابقات للشباب في فترات الصيف’’.
العزوف عن القراءة.. أسباب متعددة
من جهته، أشار رئيس شعبة الخدمات المكتبية بمقر الجامعة بالصخير ناصر محمد علي إلى أن ‘’هناك مجموعة من الطلبة يتجهون إلى المكتبة لإعداد بحوثهم والبحث عن الكتب التي تتعلق بمقررات دراستهم’’، معتبرا أن ‘’هؤلاء هم الأكثرية ويقعون ضمن كليات معينة وهي التربية والآداب’’.
وتابع ‘’هناك قسم آخر يتجه إلى المكتبة كمكان للراحة بما فيها من طاولات وقاعات دراسية، والبعض الآخر يأتينا للحصول على إجابة معينة من قسم المراجع’’.
واعترف علي أنه ‘’حدث فعلاً ابتعاد عن القراءة والمطالعة، والدليل على ذلك أن الإقبال على المكتبة من أجل الإطلاع والثقافة ليس بذاك العدد الكبير’’، مستدلا على ذلك أن ‘’صندوق مقترحات الطلبة من الكتب يحتوي شهرياً على اقتراح واحد فقط، إن وجد’’.
ورأى علي أن ‘’عزوف الطالب عن القراءة والمطالعة قد يعود إلى الضغط الدراسي وارتباطه بالمحاضرات التي تأخذ جل وقته داخل الجامعة، لكن هذا لا يمنعه من استعارة الكتاب لقراءتها’’.
وأوضح أن ‘’هناك عدد من الطلبة قد يتخرج من دون أن يمر على المكتبة، إلا في اليوم الأخير قبل تخرجه لإخلاء طرف، على رغم أن من أهداف الجامعة تخريج طالب أكاديمي مثقف’’، حسب تعبيره.
واعتبر علي أن ‘’صنع مجتمع طلابي يقرأ مرتبط بالمراحل الدراسية السابقة’’، منتقدا في ذلك ‘’استخدام نظام التلقين في مدارسنا الحكومية على رغم تواجد مركز مصادر التعلم في كل مدرسة’’.
ونصح علي الطلبة ‘’الاستفادة القصوى من الخدمات الموجودة بالمكتبة، واستخدام المكتبة للإطلاع والثقافة وليس من أجل البحث العلمي فقط’’.
وفي سياق متصل. رأى أحد المتخصصين في علوم المكتبات أن ‘’الطالب في فترة الستينات كان أكثر اطلاعاً، يقرأ مئات الكتب ويذهب إلى المكتبات العامة على رغم بعد المسافة’’.
وتابع ‘’أما الطالب في الوقت الحالي، فقراءته سطحية من خلال الصحيفة أو المجلة أو الإنترنت الذي لا يمكنه كوسيلة للقراءة أن يضيف أشياء دسمة، وقد تؤثر وسائل الإعلام على مطالعات الطالب، في وقت أصبح الناس يتكلمون أكثر مما يقرأون’’.
وأرجع عزوف الطالب عن القراءة إلى ‘’تغير ظروف المجتمع وعدم الوثوق بالمثقفين باعتبار ما يقولونه أو يكتبونه هراء، فضلا عن اهتمام الناس بما يدور حولنا من حروب دولية أو طائفية أكثر من اهتمامهم بالقراءة’’.
ورأى أن ‘’صنع مجتمع طلابي قارئ أمر صعب جداً، ويتدخل فيه موضوعان رئيسان، هما أن يكون في الإعلام توجه ثقافي، وأن تحث المناهج الدراسية الطالب على المطالعة من خلال تخصيص حصص للثقافة’’.
مجتمعنا المعاصر يعيش أجواء مضادة للثقافة
وفي سياق متصل، أوضح أستاذ اللغة العربية بكلية الآداب منذر عياش أن ‘’ثقافة الطالب ليست فقط ثقافة القراءة، بل ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه’’، مضيفا أن ‘’المجتمع يقدم لأبنائه الطلاب وغير الطلاب ثقافة تعينهم في اقتناص المعرفة وامتلاكها، كما تعينهم في فتح أبواب العلم’’.
وأعرب عياش عن أسفه أن ‘’مجتمعنا العربي المعاصر يعيش الآن أجواء مضادة للثقافة، لأنه في حالة من التفكك الاجتماعي التي تنذر بأحداث خطيرة تعكس حالة من التفكك الثقافي’’، مشيرا إلى ‘’تأثير ذلك على أبناء المجتمع والطالب الذي يأتي إلى الجامعة خصوصاً، وهو يعاني من انهدام في صرحه الاجتماعي والثقافي’’.
وتابع ‘’صار الطالب في أحسن أحواله قناص معلومة ويتصيد الأفكار تصيداً على شكل مختزلات وملخصات، ويريد أن يأخذها بأي ثمن لكي يتجاوز بها الامتحان والحصول على الوظيفة’’، حسب تعبيره.
ورأى عياش أن ‘’الحل يبدأ خارج الجامعة، وليس ضمن أسوارها، فإذا لم يكن الطالب مثقفاً قبل مجيئه إلى الجامعة، حتماً ستواجه المؤسسة الجامعية مشكلات في إنارة طريق العلم لهذا الطالب’’.
واقترح عياش ‘’العمل على حل المشكلة اجتماعياً، فالثقافة هي المجتمع، وعلى المجتمع أن يبني نفسه ثقافياً لكي يساعد الجامعة على بنائه معرفياً’’.
المصدر
http://www.alwaqt.com/art.php?aid=33045
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق