أبريل 04، 2007

أخصائي معلومات المكتبة الرقمية

المكتبة الرقمية
يعد مفهوم المكتبة الرقمية فى حد ذاته مثار للجدل والنقاش فمن ناحية يستخدم مصطلح المكتبات الرقمية للدلالة على مفاهيم وتصورات متعددة، ومن ناحية أخرى يُعبر عن هذا النوع من المكتبات بمصطلحات عديدة، ينطوى كل منها على دلالات مختلفة ومن أكثر هذه المصطلحات استخداماً: المكتبة الإلكترونية، والمكتبة الافتراضية، والمكتبة المتشابكة، والمكتبة المتكاملة (المركبة)، ومكتبة بلا جدران
خصائص المكتبة الرقمية:
تكمن مظاهر الاختلاف الرئيسية بين المكتبات الرقمية، والتقليدية أو ما قبل الرقمية كما يراها كلُُ من رولاندز Rowlands، وبودن Bawden فيما يلى:

1 – التحول من الامتلاك إلى الإتاحة:
لم يعد يقتصر دور المكتبات على إتاحة المواد التى تقتنيها فحسب، ولكن أيضاً إتاحة الوصول إلى المصادر الرقمية المتشابكة بغض النظر عن المواقع التى تقتنيها أو تملكها. ويترتب على ذلك حدوث تغييرات جوهرية فى طبيعة المكتبة كمؤسسة مادية. ومن شأن ذلك أيضاً أن يؤثر على نوعية المهارات التى يجب أن يتقنها المكتبيون، فإلى جانب المهارات التقليدية مثل القدرة على تنظيم المعرفة ؛ ينبغى على المكتبين إتقان مهارات التعامل مع تقنيات المعلومات والاتصالات الحديثة مثل: القدرة على توظيف النظم المحسبة واستخدامها والبحث عن المعلومات على شبكة الانترانت، وتطبيق الأساليب الحديثة فى تقييم المعلومات، وتصميم صفحات الويب ... الخ.

2 – التحول من إتاحة المواد والقدرة على تصفحها مادياً إلى البحث والابحار فيما بين المواد أو داخل محتوى كل مادة على حدة:
لقد أصبح القيام بالتصفح المادى Browsing Approach سواء للأعمال المتاحة أو لمحتويات تلك الأعمال فى بيئة المكتبات الرقمية إنما يعد درباً من الخيال. ويعنى ذلك أن المكتبيين عليهم أن يعمدوا إلى اكتساب مهارات إضافية إلى جانب تلك المرتبطة بالمعرفة كالتمرس فى عمليتى تنظيم المقتنيات المادية، والإرشاد الببليوجرافى لمصادر المعلومات، وتتمثل هذه المهارات فى القدرة على تصميم نظم استرجاع المعلومات، والإحاطة بمستويات الاسترجاع، والتمرس فى استخدام أوامر وأساليب الاسترجاع، ... الخ.

فلكى يضطلع المكتبى بوظيفته فى البيئة الجديدة، عليه أن يقوم بمد يد العون للمستفيدين حتى يستطيعوا التمييز بين الأنواع المختلفة لمصادر المعلومات، وإدراك الاختلافات بينها، والوقوف على الغرض الذى يخدمه كلٍ من هذه المصادر، ونخص بالذكر هنا الأشكال الحديثة مثل: حلقات الويب Web Rings، ومنتديات الويب Web Logs.

وبينما تتجه المكتبات بقوة نحو البيئة الرقمية، يتحتم علينا إعادة النظر فى مفهوم المكتبة "كمكان". هل يمثل الموقع المادى جزءاً لا يتجزأ من مفهوم المكتبة؟ وإذا كان الأمر كذلك فلأى غرض يستخدم؟ مخزن أم أرشيف؟ مكان ما مناسب للدراسة والاستذكار؟ مكان يبعث على الابتكار والإبداع ؟ إن الإجابات المحتملة كثيرة بيد أنه لم يتم التوصل إلى الإجابة المثلى بعد.

3 – صعوبة التنبؤ باحتياجات المستفيدين:
تهم مثل هذه القضايا مجتمعا المستفيدين والمكتبيين على حدِ سواء. فبالنسبة للمكتبيين عليهم أن يغيروا من رؤيتهم للعملية التعليمية استجابة لما طرأ عليها من تطورات. لقد كان التوافق بين توقعات المستفيدين من ناحية وبين ما تقدمه نظم المعلومات من ناحية أخرى أهم ملامح الأجيال السابقة من نظم المعلومات. ومهما يكن من أمر هذا التوافق فى الماضى فقد أدى الاهتمام المستمر بعنصرى المرونة والسهولة لتيسير تعامل المستفيدين مع نظم المعلومات المتاحة الآن إلى افتقار القدرة على توقع احتياجات المستفيدين. ويدعم ذلك ما ذهبت إليه كرستين بورجمان(14) من أن ما يتوقعه المستفيدون من نظم المعلومات الآن أصبح من الصعوبة بمكان التنبؤ به فى ظل تزايد وتنوع عناصر مجتمع المستفيدين.

ومن ثم ينبغى التعامل مع توقعات المستفيدين فى البيئة الرقمية بشىء من الحذر، حيث يعتقد غالبية المستفيدين أنه دائما يمكنهم التوصل إلى "كل المعلومات" التى تتيحها نظم المعلومات باستخدام أساليب بحث بسيطة كتلك التى توفرها محركات البحث العامة مثل : Google، وهكذا يمكنهم باستمرار الحصول على أحدث المعلومات. وفى واقع الأمر ينبغى أن يتم إقناعهم بأن هذه الانطباعات يمكن أن تنطبق على المواد المطبوعة أو تلك المواد التى تتيحها نظم المعلومات المتخصصة، إلا أنه ما من سبيل لقبول مثل هذا التصور فى بيئة المكتبات الرقمية. وتتركز أهمية المكتبات الرقمية فى قدرتها على إمداد المستفيدين بواصفات البيانات (الميتاداتا) للمواد التى تقتنيها، وكذلك الإرشاد إلى مواقع تواجدها بصورة تفوق قدرتها على إتاحة النص الكامل لكل المواد. ويشير ذلك إلى الدور المهم الذى يمكن للمكتبى أن يضطلع به كمساعد يعين المستفيدين على الوصول إلى المعلومات التى ينشدونها، بيد أن هذه المساعدة ينبغى أن تكون واقعية وفعَّالة أيضاً.

ثالثاَ: البحث عن المعلومات فى البيئة الرقمية:
تؤكد كرستين بورجمان (15) على أن المكتبات الرقمية لن تكون سهلة الاستخدام كما هو الحال بالنسبة للتطبيقات التكنولوجية التى تخدم غرضاً واحداً، وأن التعامل معها يتطلب تعلم قدر من المهارات المعقدة نوعاً ما، حيث يفتقر العاملون والمتعلمون والمستفيدون المستخدمون لهذه المكتبات إلى استيعاب المفاهيم المتنوعة الشائعة فى مجال الحاسب من ناحية، والتمرس فى توظيف المهارات التى يتطلبها التعامل مع التطبيقات المتخصصة من ناحية أخرى. علاوة على الحاجة إلى اكتساب مهارات تتعلق بالاحتياجات المعلوماتية للمستفيدين وسلوكياتهم فى البحث عن المعلومات. وترتبط هذه الأخيرة بقوة بسلوكيات إيجاد الحلول للمشكلات، والتى يمكن تفصيلها إلى أربع خطوات هى ذاتها العمليات الإداركية التى أشارت إليها بوليا:

1 – إدراك المشكلة.

2 – التخطيط للحل.

3 – تنفيذ الخطة.

4 – استقراء النتائج.

ويعتبر التخطيط لحل المشكلة أكثر هذه العمليات تعقيداً؛ ذلك أنها تتنوع وتختلف طبقاً لثلاثة عوامل هى: القدرة على تحديد أبعاد المشكلة، ورصيد الخبرات المتراكمة فى مجال القضية موضع التخطيط، ومدى الإحاطة بالمصادر والإجراءات المتاحة لحل المشكلة. وعلى ضوء هذه العوامل يمكن تصنيف المستفيدين إلى مبتدئين وخبراء. وتوضح الخطوة الأخيرة المرحلة التى يجرى فيها اختبار وتجريب الخطط المتنوعة للوصول إلى المعلومات المنشودة(16). وتعكس هذه الاختبارات القيمة التى يحتلها التوليف بين المعرفة من ناحية وبين المهارات من ناحية أخرى عند البحث عن المعلومات. ويمكن لمثل هذه الأساليب أن يتم تلقينها للمبتدئين من خلال وظيفة جديدة يمكن إضافتها إلى مجموع الوظائف التى تنفذها نظم المعلومات الحديثة.
المكتبى الرقمى:
يتغير الدور الذى يضطلع به المكتبيون فى عصر المعلومات تدريجياً نحو العمل كخبراء معلومات، ومرشدين يقومون بتوجيه المجتمع وسط هذا الفيضان المتدفق من المعلومات. وفى هذا الصدد يشير محمد فتحى عبد الهادى الى أن" اخصائى المعلومات المستقبلى ليس هو ذلك الشخص المنهمك فى أعمال يومية روتينية سواء فى شكلها اليدوى أو حتى الآلى، وإنما هو ذلك الشخص المساهم بقوة فى بناء العالم الرقمى، وهو الوسيط البشرى الذى يتعامل بفاعلية وبكفاءة مع المصادر والتجهيزات والمستفيدين فى اطار منظومة متناغمة، وهو أيضاً المعلم والمرشد والموجه لمن هم فى حاجة إليه"(18) . وعند مقارنة هذا الدور الجديد للمكتبيين بدورهم التقليدى يتبين وجود اختلافات جذرية فى طبيعة العمل الذى ينهضون به (انظر جدول 1).

ويعتمد عمل المكتبى الرقمى Digital Librarian فى المقام الأول على ما يلى (19):

· اختيار المجموعات الرقمية واقتناؤها وحفظها وتنظيمها وإدارتها.

· إعداد مخطط فنى للمكتبة الرقمية.

· وصف محتوى الأعمال وخصائص كل منها فيما يُعرف بما وراء البيانات.

· تخطيط وتنفيذ ودعم الخدمات الرقمية مثل: الإبحار المعلوماتى، وتقديم المشورة، وتوصيل المعلومات ... الخ.

· تصميم واجهة تعامل Interface سهلة التناول عبر الشبكة.

· صياغة المعايير والسياسات التى تضبط العمل داخل الشبكة الرقمية.

· تصميم وصيانة ونقل منتجات معلوماتية ذات قيمة مضافة.

· دعم الحماية للملكية الفكرية فى البيئة الرقمية المتشابكة.

· اتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق أمن المعلومات.

جدول (1) ملامح الاختلاف بين دورالمكتبى التقليدى والمكتبى الرقمى


المكتبى التقليدى
المكتبى الرقمى

- الوظائف
جمع الوثائق
العمل كخبير معلومات


بث الوثائق
العمل كملاح معلوماتى

- بيئة العمل
المكتبة التقليدية
المكتبة الرقمية

- التكوين المعرفى
بسيط
مركب

- مجتمع القراء
ثابت ومحدود نوعاً
كل مستفيد يتاح له الاتصال بالشبكة

- حدود الخدمات
داخل جدران المكتبة
فى إطار الشبكة

- طبيعة العمل
روتينى
متنوع

- نمط الخدمات
سلبى
نشط

- ناتج العمل
مواد مطبوعة
مجموعات رقمية

- طبيعة الخدمات
إتاحة الوثائق
الإبحار فى المعلومات، تقديم النصح والمشورة، نقل المعلومات ...الخ

- مستوى العمل
منخفض
مرتفع


طبيعة الخدمات التى يقدمها المكتبى الرقمى:
ما من شك فى أن المكتبيين عليهم الاضطلاع بتنمية أنفسهم وتطوير أدائهم لمواجهة الاحتياجات المعلوماتية والمعرفية المتزايدة لمجتمع المستفيدين ففى إطار المكتبات الرقمية سوف يضطلع المكتبى الرقمى بتقديم خدمات متنوعة وفعَّالة ومتقدمة تتخذ صوراً مبتكرة مثل(20):

· تحليل ومعالجة مختلف أنواع مصادر المعلومات.

· البحث عن القيمة الرئيسية وراء كل معلومة.

· إتاحة المنتجات المعلوماتية وكذلك خدمات المعلومات ذات القيمة المضافة فى الوقت والمكان المناسبين.

· الوصول إلى المستفيد المناسب وإمداده بخدمات معلوماتية تتسم بالخصوصية.

معايير الجودة اللازمة لإعداد المكتبى الرقمى:
لمواجهة المتطلبات التى تمليها ظروف العمل فى بيئة المكتبات الرقمية؛ ينبغى أن ينطوى التوصيف الوظيفى للمكتبى الرقمى النموذجى على المهارات التالية(21):

(1) البناء المعرفى المركب: يعنى ذلك أن معارف المكتبى الرقمى لا يجب أن تقتصر على تخصص موضوعى وحيد، وإنما يجب أن تمتد لتغطى مجالات متنوعة مثل: علم المكتبات، وعلم الحاسب ، وعلم الاتصالات، وبعض التقنيات الأساسية... إلخ.

مستوى معلوماتى متقدم : يشير إلى
بصفة أساسية إلى امتلاك المكتبى الرقمى حس معلوماتى حاسم، وقدرات معلوماتية عالية.

2/1 الحس المعلوماتى الحاسم:

· التجاوب السريع مع المصادر الخارجية.

· التميز فى الوصول إلى المعلومات المفيدة.

· امتلاك الوعى الكافى لتقديم خدمات المعلومات بفاعلية.

· إدراك قيمة المعلومات.

2/2القدرات المعلوماتية العالية:

· القدرة على تنقية المعلومات وتقييمها وتحديد أهميتها .

· القدرة على الحصول على المعلومات بأساليب قانونية وشرعية.

· القدرة على معالجة المعلومات وتنظيمها وإدارتها.

· القدرة على بث المعلومات للمستفيد المناسب فى الوقت المناسب فى المكان المناسب.

(3) التميز الشخصى:

· اتجاه الشخصية نحو الإبداع والابتكار.

· متلاك روح الفريق.

· امتلاك درجة عالية من المرونة.

· امتلاك القدرة على التخيل والتوقع.


المصدر
http://www.arabcin.net/modules.php?name=News&file=print&sid=999

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا لكم على النقل الجيد

    ولكن هذا هو الرابط الصحيح للمقالة http://www.arabcin.net/arabiaall/1-2006/4.html

    حيث أن الرابط الموضوع يختص بمقالة أخرى

    وجزآكم الله خيرا

    وإلى الأمام

    ردحذف