بداية معرض الكتب فى فرنكفورت وتطوره فى القرنين الخامس عشر والسادس عشر
يعد الخطاب الذى كتبه أحد زوار المعرض عام 1574 بمثابة وثيقة على الأهمية التى اكتبسها المعرض على مدار القرون: حيث امتدح فيه حضور علماء وكتاب من المشاهير وشبه المناخ الثقافي السائد به بذلك الذى كان يسود اثينا قديماً.
إلا أن معرض الكتب بفرانكفورت يفوق بفكره وجوهره كل الأماكن الأخرى التى تعنى بتجارة الكتب. حيث أن مارتن لوثر بنفسه عرض كتبه به فى الوقت الذى كانت مناطق أخرى فى المانيا تعتبره زنديقا وتطالب بحرق كتاباته .
فقد كان هذا التحرر هو حجر الأساس للدور الرائد الذى اتخذته مدينة فرانكفورت فى مجال تجارة الكتب والذى ظلت تتمتع به بلا منازع حتى القرن السابع عشر.
إلا أن معرض الكتب بفرانكفورت يفوق بفكره وجوهره كل الأماكن الأخرى التى تعنى بتجارة الكتب. حيث أن مارتن لوثر بنفسه عرض كتبه به فى الوقت الذى كانت مناطق أخرى فى المانيا تعتبره زنديقا وتطالب بحرق كتاباته .
فقد كان هذا التحرر هو حجر الأساس للدور الرائد الذى اتخذته مدينة فرانكفورت فى مجال تجارة الكتب والذى ظلت تتمتع به بلا منازع حتى القرن السابع عشر.
أفول نجم معرض الكتب بفرانكفورت فى القرنين السابع عشر والثامن عشر
بدأ العاملون فى تجارة الكتب يعانون من وطأه القيود الصارمة التى فرضت عليهم من جراء الصراع العقائدي الذى ساد فى عهد القيصر ماكسيميليان الثانى. حيث شدد القيصر الرقابة لمواجهه انتشار " كتابات الزنادقة " حتى أنه كلف لجنة خاصة بمراقبة مكتبات بيع الكتب لحصر توزيع ونشر النسخ المجانية والكتابات الممنوعة.
وقد امتد ذلك التحول الثقافى ليشمل قطاع الكتاب الى جانب المناخ السياسي. حيث بدأت اللغات الأصلية لكل بلد تحل تدريجياً محل اللغة اللاتينية بوصفها لغة الكتابة. وأصبح السوق الدولى المعنى بتجارة الكتاب فى فرانكفورت عرضة للإستغناء عنه .
ومع اندلاع حرب الثلاثين عاماً فى القرن السابع عشر تحركت المراكز الثقافية فى ألمانيا صوب الشمال مما قلل من الأهمية الدولية لمدينة فرانكفورت بالنسبة لثقافة الكتاب. ولم يكن بالإمكان إيقاف أفول نجم معرض فرانكفورت للكتاب.
وأصبحت مدينة لايبزيج بضواحيها فى شمال وشرق ألمانيا، حيث يعم الإصلاح هى المراكز الجديدة لسوق الكتاب الدولية فى الأراضي الألمانية. وفى عام 1750 صدر كتالوج معرض فرانكفورت للمرة الأخير بعد أن ظل يصدر سنوياً وبإنتظام منذ عام 1564
بدأ العاملون فى تجارة الكتب يعانون من وطأه القيود الصارمة التى فرضت عليهم من جراء الصراع العقائدي الذى ساد فى عهد القيصر ماكسيميليان الثانى. حيث شدد القيصر الرقابة لمواجهه انتشار " كتابات الزنادقة " حتى أنه كلف لجنة خاصة بمراقبة مكتبات بيع الكتب لحصر توزيع ونشر النسخ المجانية والكتابات الممنوعة.
وقد امتد ذلك التحول الثقافى ليشمل قطاع الكتاب الى جانب المناخ السياسي. حيث بدأت اللغات الأصلية لكل بلد تحل تدريجياً محل اللغة اللاتينية بوصفها لغة الكتابة. وأصبح السوق الدولى المعنى بتجارة الكتاب فى فرانكفورت عرضة للإستغناء عنه .
ومع اندلاع حرب الثلاثين عاماً فى القرن السابع عشر تحركت المراكز الثقافية فى ألمانيا صوب الشمال مما قلل من الأهمية الدولية لمدينة فرانكفورت بالنسبة لثقافة الكتاب. ولم يكن بالإمكان إيقاف أفول نجم معرض فرانكفورت للكتاب.
وأصبحت مدينة لايبزيج بضواحيها فى شمال وشرق ألمانيا، حيث يعم الإصلاح هى المراكز الجديدة لسوق الكتاب الدولية فى الأراضي الألمانية. وفى عام 1750 صدر كتالوج معرض فرانكفورت للمرة الأخير بعد أن ظل يصدر سنوياً وبإنتظام منذ عام 1564
إعادة إحياء معرض فرانكفورت للكتاب- تقليد بعد الحرب العالمية الثانية
استعادت مدينة فرانكفورت دورها بوصفها مركزاً لتجارة الكتب مرة أخرى بعد مائتى عام : حيث أجبر تقسيم ألمانيا فى أعقاب الحرب العالمية الثانية الناشرين على إيجاد توجهات جيدة. وكانت السوق الألمانية تعد بمثابة موضع رواج متعطش للأعمال الأدبية . ولم يكن هناك وجود لمطابع جيدة بمعنى الكلمة فضلا عن النقص الشديد فى المادة ذاتها.
وقد سعى الناشرون فى ألمانيا الغربية الى بداية جديدة وبحثوا عن مكان بديل لمدينة لايبزيج التى أصبحت تخضع لسيطرة الاتحاد السوفيتي منذ عام 1945 حتى وجدوا بغيتهم فى فرانكفورت، المركز القديم لتجارة الكتب دوليا.ً فأقيم أول معرض للكتاب فى فرانكفورت بعد الحرب فى الفترة من 18 وحتى 23 سبتمبر من عام 1949 تحت إشراف اتحاد للناشرين وتجار الكتب فى مقاطعة هيسن. وشارك فيه (205 ) مائتان وخمس عارض ألمانى قدموا حوالى (10000) عشرة آلاف كتاب. كما زار المعرض قرابة (14000) أربعة عشر ألف زائر وذلك فى أروقة كنيسة القديس باول بفرانكفورت التى تعد رمزاً للتقليد الديمقراطى فى ألمانيا.
استعادت مدينة فرانكفورت دورها بوصفها مركزاً لتجارة الكتب مرة أخرى بعد مائتى عام : حيث أجبر تقسيم ألمانيا فى أعقاب الحرب العالمية الثانية الناشرين على إيجاد توجهات جيدة. وكانت السوق الألمانية تعد بمثابة موضع رواج متعطش للأعمال الأدبية . ولم يكن هناك وجود لمطابع جيدة بمعنى الكلمة فضلا عن النقص الشديد فى المادة ذاتها.
وقد سعى الناشرون فى ألمانيا الغربية الى بداية جديدة وبحثوا عن مكان بديل لمدينة لايبزيج التى أصبحت تخضع لسيطرة الاتحاد السوفيتي منذ عام 1945 حتى وجدوا بغيتهم فى فرانكفورت، المركز القديم لتجارة الكتب دوليا.ً فأقيم أول معرض للكتاب فى فرانكفورت بعد الحرب فى الفترة من 18 وحتى 23 سبتمبر من عام 1949 تحت إشراف اتحاد للناشرين وتجار الكتب فى مقاطعة هيسن. وشارك فيه (205 ) مائتان وخمس عارض ألمانى قدموا حوالى (10000) عشرة آلاف كتاب. كما زار المعرض قرابة (14000) أربعة عشر ألف زائر وذلك فى أروقة كنيسة القديس باول بفرانكفورت التى تعد رمزاً للتقليد الديمقراطى فى ألمانيا.
كما كتبت جريدة فرانكفورت روندشاو عن المعرض تقول : حاز أول معرض للكتاب فى فرانكفورت والذى أقيم فى كنيسة باول على نجاح منقطع النظير، حيث لم يقتصر اللقاء فى أروقته وأمام الأجنحة المختلفة على محبي الكتاب فحسب ولكن كان هناك وعلى عكس المتوقع. عدد كبير من أصحاب المكتبات ودور النشر متنوعة المجالات والتخصصات جاء منهم جانب كبير من هامبورج وبريمن وميونيخ ومن أقصي مدن ألمانيا الغربية.
وفى عام 1950 أى مع حلول ثانى معرض للكتاب فى فرانكفورت أدخلت تعديلات وتوسعات مكانية كبيرة، حيث امتد المعرض إلى القاعات الرومانية ، فضلاً عن زيادة عدد العارضين على المستوى الدولى. إذا قدموا( 28000) ثمان وعشرين ألف كتاباً . وهو ما كان يعد آنذاك كم ضخم بل وهائل – لذا فقد علقت جريدة فرانكفورت ألجيمانية على ذلك قائلة : لم تكن أكثر تراكيب الصور الفوتوغرافية جرأة لتتمكن من تصوير ما يعتمل فى رؤوس زوار المعرض من خلال مطالعتهم لأكثر من ( 15000) خمسة عشر ألف كتاباً ومجلداً أصدرتها (400) أربعمائة دار نشر. إننى أشعر كما لو كانت الكتب تلاحقنى وأنا أتجول فى أورقة كنيسة باول وفى القاعات الرومانية المواجهة لها.
وفى عام 1950 أى مع حلول ثانى معرض للكتاب فى فرانكفورت أدخلت تعديلات وتوسعات مكانية كبيرة، حيث امتد المعرض إلى القاعات الرومانية ، فضلاً عن زيادة عدد العارضين على المستوى الدولى. إذا قدموا( 28000) ثمان وعشرين ألف كتاباً . وهو ما كان يعد آنذاك كم ضخم بل وهائل – لذا فقد علقت جريدة فرانكفورت ألجيمانية على ذلك قائلة : لم تكن أكثر تراكيب الصور الفوتوغرافية جرأة لتتمكن من تصوير ما يعتمل فى رؤوس زوار المعرض من خلال مطالعتهم لأكثر من ( 15000) خمسة عشر ألف كتاباً ومجلداً أصدرتها (400) أربعمائة دار نشر. إننى أشعر كما لو كانت الكتب تلاحقنى وأنا أتجول فى أورقة كنيسة باول وفى القاعات الرومانية المواجهة لها.
نضوج معرض فرنكفورت للكتاب وتطوره من حيث المحتوى وتحوله الى الدولية
أدى الانتعاش الاقتصادي بعد تأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية والتطور السريع فى قطاع النشر الى جانب تنامي الخاصية الدولية لذلك القطاع إلى تزايد نجاح معرض فرانكفورت للكتاب على مدار السنوات التالية وبشكل سريع. زاد ذلك التطور من قناعة اتحاد بورصة تجارة الكتاب الألمانية، والذى كان متشككاً فى البداية، بأن يتولى الإشراف على معرض فرانكفورت فى المستقبل بوصفه أحد منشآت اتحاد البورصة: وفى عام 1964 أسس الاتحاد شركة للمعارض ذات مسئولية محدودة منبثقة عن اتحاد بورصة تجارة الكتب الألمانية لهذا الغرض خصيصاً.
وكانت اللجنة التنظيمية لديها توجهات خاصة بالاهتمام بعرض الكتب الألمانية خارج البلاد. وظل معرض فرانكفورت للكتاب يعمل على تنفيذ هذا التكليف من خلال مشاركته فى أكثر من ( 30) ثلاثين معرض للكتاب فى كل أنحاء العالم.
وتماشياً مع اهتمامات دور النشر الأجنبية سرعان ما تطورت الاحتفالية المركزية لقطاع الكتاب لتصبح معرضاً لمنح التراخيص وحقوق النشر.
لذا فصلت إدارة المعرض فى السبعينات بين المعرض المتخصص والمعرض الموجه للجمهور وذلك لتحسين إمكانيات العمل والاتصالات لذلك المعرض التجارى. ومنذ ذلك الوقت أصبح المعرض مفتوحاً أمام الزوار المتخصصين خلال الأسبوع وأمام الزوار كافة من الجمهور فى نهاية الاسبوع . وظل المعرض يتطور وينمو على مر السنوات من حيث المساحة وعدد العارضين بل ومن حيث الأفكار والبواعث الثقافية : ففى عام 1976 بدأت سلسلة الموضوعات ذات الثقل التى استمرت حتى اليوم. كذلك بدأت فكرة تخصيص دورة المعرض لإحدى الدول أولا مرة كل سنتين ثم أصبحت سنوية منذ عام 1988. وهى الفكرة التى تمكن دولة لتصبح ضيفاً للشرف ولتستغل فرصة ذلك اللقاء الهام بين مجتمع الكتب الدولى للتعريف بحضارتها وآدابها.معرض فرانكفورت للكتاب بعد التنظيم الجديد لأوروبا وفى عصر الوسائط الحديثة
منذ انهيار النظام الاشتراكى فى بداية التسعينيات زاد معرض فرانكفورت للكتاب من جهوده لإدماج دول وسط وشرق أوروبا فى عالم الكتب الدولى : ففى عام 1992 قام المعرض بتأسيس " ملتقي الشرق والغرب " ليمد به جسرا الى أسواق الكتاب والوسائط فى الغرب.
منذ عام 1993 على أقصى تقدير لم يعد الكتاب وحده تحت بؤرة الأضواء فى معرض الكتاب : حيث تأسس منتدى موجه خصيصاً إلى قطاع المجموعة المتخصصة والمستحدثة المعروفة باسم " الاصدارات الالكترونية" والمصحوب بورش العمل والندوات حول المعلومات الرقمية . وهو الأمر الذى نجح نجاحاً كبيرا. أكثر من (2000 ) ألفى أمسية ثقافية وقراءة ومناقشة ومعرض وخلافه تقام فى قاعات المعرض وفى المدينة نفسها وتجعل من معرض الكتاب بفرانكفورت منذ سنوات عديدة حدثاً ثقافياً كبيراُ وقاعدة أساسية للحوار
أدى الانتعاش الاقتصادي بعد تأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية والتطور السريع فى قطاع النشر الى جانب تنامي الخاصية الدولية لذلك القطاع إلى تزايد نجاح معرض فرانكفورت للكتاب على مدار السنوات التالية وبشكل سريع. زاد ذلك التطور من قناعة اتحاد بورصة تجارة الكتاب الألمانية، والذى كان متشككاً فى البداية، بأن يتولى الإشراف على معرض فرانكفورت فى المستقبل بوصفه أحد منشآت اتحاد البورصة: وفى عام 1964 أسس الاتحاد شركة للمعارض ذات مسئولية محدودة منبثقة عن اتحاد بورصة تجارة الكتب الألمانية لهذا الغرض خصيصاً.
وكانت اللجنة التنظيمية لديها توجهات خاصة بالاهتمام بعرض الكتب الألمانية خارج البلاد. وظل معرض فرانكفورت للكتاب يعمل على تنفيذ هذا التكليف من خلال مشاركته فى أكثر من ( 30) ثلاثين معرض للكتاب فى كل أنحاء العالم.
وتماشياً مع اهتمامات دور النشر الأجنبية سرعان ما تطورت الاحتفالية المركزية لقطاع الكتاب لتصبح معرضاً لمنح التراخيص وحقوق النشر.
لذا فصلت إدارة المعرض فى السبعينات بين المعرض المتخصص والمعرض الموجه للجمهور وذلك لتحسين إمكانيات العمل والاتصالات لذلك المعرض التجارى. ومنذ ذلك الوقت أصبح المعرض مفتوحاً أمام الزوار المتخصصين خلال الأسبوع وأمام الزوار كافة من الجمهور فى نهاية الاسبوع . وظل المعرض يتطور وينمو على مر السنوات من حيث المساحة وعدد العارضين بل ومن حيث الأفكار والبواعث الثقافية : ففى عام 1976 بدأت سلسلة الموضوعات ذات الثقل التى استمرت حتى اليوم. كذلك بدأت فكرة تخصيص دورة المعرض لإحدى الدول أولا مرة كل سنتين ثم أصبحت سنوية منذ عام 1988. وهى الفكرة التى تمكن دولة لتصبح ضيفاً للشرف ولتستغل فرصة ذلك اللقاء الهام بين مجتمع الكتب الدولى للتعريف بحضارتها وآدابها.معرض فرانكفورت للكتاب بعد التنظيم الجديد لأوروبا وفى عصر الوسائط الحديثة
منذ انهيار النظام الاشتراكى فى بداية التسعينيات زاد معرض فرانكفورت للكتاب من جهوده لإدماج دول وسط وشرق أوروبا فى عالم الكتب الدولى : ففى عام 1992 قام المعرض بتأسيس " ملتقي الشرق والغرب " ليمد به جسرا الى أسواق الكتاب والوسائط فى الغرب.
منذ عام 1993 على أقصى تقدير لم يعد الكتاب وحده تحت بؤرة الأضواء فى معرض الكتاب : حيث تأسس منتدى موجه خصيصاً إلى قطاع المجموعة المتخصصة والمستحدثة المعروفة باسم " الاصدارات الالكترونية" والمصحوب بورش العمل والندوات حول المعلومات الرقمية . وهو الأمر الذى نجح نجاحاً كبيرا. أكثر من (2000 ) ألفى أمسية ثقافية وقراءة ومناقشة ومعرض وخلافه تقام فى قاعات المعرض وفى المدينة نفسها وتجعل من معرض الكتاب بفرانكفورت منذ سنوات عديدة حدثاً ثقافياً كبيراُ وقاعدة أساسية للحوار
الدولى.
المصادر
: Bernhart-Haag, H.: Die Wiederbegründung der Frankfurter Buchmesse: Vorgeschichte und Entwicklung in den ersten Jahren nach dem Zweiten Weltkrieg. In: Börsenblatt für den deutschen Buchhandel. Erster Teil: 1990/95 Beilage, S. 129-148; Zweiter Teil: 1991/24 Beilage, S. 27-38 Füssel, S. (Hg.): 50 Jahre Frankfurter Buchmesse 1949-1999. Frankfurt am Main 1999
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق