د. محمد الخليفي
أستاذ علم المكتبات والمعلومات المشارك كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام
إن فكرة التجمعات المكتبية ليست بالحديثة وإنما قديمة كثيراً؛ لإحساس كثير من المكتبات أنها لا تستطيع أن تقدم خدمات معلومات جيدة ومقبولة إلا بالتعاون مع المكتبات الأخرى
، وأولى العمليات المكتبية التي عجلت بفكرة المشاركة والتعاون والتنسيق هي الفهرسة، وكان وما يزال تنظيم المكتبات ومرافق المعلومات الأخرى يرهق كاهل كثير من المكتبات وبخاصة في دول العالم الثالث، وبالأخص المكتبات العربية التي ما تزال تعاني المشكلات الكثيرة والمزمنة التي تحتاج إلى جهود كثيرة لمعالجتها، ولن تتم هذه المعالجة إلا بتوفر تكتلات تعاونية يشارك فيها القطاع العام والخاص، بالإضافة إلى الكوادر البشرية المدربة والمؤهلة للقيام بمثل هذه الأعمال. وفي واقع الأمر إن كثيراً من المكتبات في العالم اليوم لا تناقش فكرة انضمامها لمثل هذه التكتلات المكتبية أبداً، وإما تناقش كم من الفوائد التي سوف تجنيها من المشاركة بمثل هذه التجمعات؛ وذلك لتحسين الخدمات المقدمة لرواد المكتبة من الباحثين والدارسين.
ولقد تأسست أولى التكتلات المكتبية التعاونية في الولايات المتحدة الأمريكية في جامعة ولاية أوهايو؛ للمشاركة في تبادل تسجيلات الفهرسة وذلك عام 1967م أي قبل تسعة وثلاثين عاماً! وبعض المكتبات العربية ما زالت تدرس وتناقش المشاركة في التكتلات المكتبية التعاونية! وعندما بدأت هذه الشبكة في جامعة أوهايو الأمريكية بمسمى OCLC عمل بها المدير التنفيذي مع سكرتيرته فقط، وأضحت هذه الشبكة اليوم واحدة من أكبر الشبكات أو التكتلات المكتبية في العالم.
ولقد تأسست أولى التكتلات المكتبية التعاونية في الولايات المتحدة الأمريكية في جامعة ولاية أوهايو؛ للمشاركة في تبادل تسجيلات الفهرسة وذلك عام 1967م أي قبل تسعة وثلاثين عاماً! وبعض المكتبات العربية ما زالت تدرس وتناقش المشاركة في التكتلات المكتبية التعاونية! وعندما بدأت هذه الشبكة في جامعة أوهايو الأمريكية بمسمى OCLC عمل بها المدير التنفيذي مع سكرتيرته فقط، وأضحت هذه الشبكة اليوم واحدة من أكبر الشبكات أو التكتلات المكتبية في العالم.
وكان لهذه الشبكة مجموعة من الأهداف، من أبرزها:
1- تبادل تسجيلات الفهرسة بين المكتبات الأعضاء في ولاية أوهايو.
2- إتاحة مصادر المعلومات لاستخدام البرامج التعليمية والبحثية في الكليات والجامعات في ولاية أوهايو.
3- تقليص التكاليف المترتبة على العمليات الفنية في مكتبات الولاية والتي بدأت بالصعود منذ ذلك الوقت.
4- مساعدة المكتبات في تقديم المعلومات للرواد في أي وقت يحتاجونها.
ومن ثم تطورت خدمات هذه الشبكة وأصبحت تقدم إلى جانب ثورة الفهرسة التي أحدثتها والإعارة المتبادلة بين المكتبات خدمات مرجعية متقدمة عبر الإنترنت، فأنشأت قواعد معلومات مثل FirstSearch، وElectronic Journals Online (EJP).
ولا نريد الإطالة بما تقدمه هذه الشبكة اليوم، ولكنها دليل على أهمية بدء الأفكار النيرة والمخلصة والتي تهدف إلى مساعدة الباحثين أينما كانوا لأداء بحوثهم؛ وذلك للمساهمة في التنمية البشرية الواسعة. ولا شك أن العالم العربي كافة يحتاج إلى مثل هذه المشاريع التي طال انتظارها من قبل المكتبي العربي الذي يعاني معاناة شديدة من روتين العمل في المكتبات اليوم، وبخاصة هؤلاء العاملون في التنظيم، فهم أعلم بالمشكلات التي يواجهونها يومياً! ولكن فكرة تأسيس الفهرس العربي الموحد الذي سوف يرى النور قريباً- إن شاء الله- أتت في وقتها ولو أنها تأخرت كثيراً، ولكن المهم أنه بدأ برعاية جهة علمية فاقت مثيلاتها في العالم العربي، ألا وهي مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض. وندعو المكتبات ومرافق المعلومات الأخرى أن تساهم بمثل هذا العمل الذي يهدف بالدرجة الأولى إلى خدمة الباحث العربي والثقافة العربية التي لم تخدم كما خدمت الثقافات الأخرى، وهذه حقيقة يجب أن لا نتناسها، بل من الضروري أن نواجهها ونفعل كثيرًا من الأفكار التي طرحت من قبل، ونساهم فيها بجدية وإخلاص، وأن لا نحاول تثبيط أي أفكار لا تحتاج إلى نقاش؛ لأن الأمم الأخرى سبقتنا لها بحوالي أربعين عاماً! ومردودها على المكتبات والباحثين واضح بين، والله أعلم.
مصدر الخبر جريدة الرياض
1- تبادل تسجيلات الفهرسة بين المكتبات الأعضاء في ولاية أوهايو.
2- إتاحة مصادر المعلومات لاستخدام البرامج التعليمية والبحثية في الكليات والجامعات في ولاية أوهايو.
3- تقليص التكاليف المترتبة على العمليات الفنية في مكتبات الولاية والتي بدأت بالصعود منذ ذلك الوقت.
4- مساعدة المكتبات في تقديم المعلومات للرواد في أي وقت يحتاجونها.
ومن ثم تطورت خدمات هذه الشبكة وأصبحت تقدم إلى جانب ثورة الفهرسة التي أحدثتها والإعارة المتبادلة بين المكتبات خدمات مرجعية متقدمة عبر الإنترنت، فأنشأت قواعد معلومات مثل FirstSearch، وElectronic Journals Online (EJP).
ولا نريد الإطالة بما تقدمه هذه الشبكة اليوم، ولكنها دليل على أهمية بدء الأفكار النيرة والمخلصة والتي تهدف إلى مساعدة الباحثين أينما كانوا لأداء بحوثهم؛ وذلك للمساهمة في التنمية البشرية الواسعة. ولا شك أن العالم العربي كافة يحتاج إلى مثل هذه المشاريع التي طال انتظارها من قبل المكتبي العربي الذي يعاني معاناة شديدة من روتين العمل في المكتبات اليوم، وبخاصة هؤلاء العاملون في التنظيم، فهم أعلم بالمشكلات التي يواجهونها يومياً! ولكن فكرة تأسيس الفهرس العربي الموحد الذي سوف يرى النور قريباً- إن شاء الله- أتت في وقتها ولو أنها تأخرت كثيراً، ولكن المهم أنه بدأ برعاية جهة علمية فاقت مثيلاتها في العالم العربي، ألا وهي مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض. وندعو المكتبات ومرافق المعلومات الأخرى أن تساهم بمثل هذا العمل الذي يهدف بالدرجة الأولى إلى خدمة الباحث العربي والثقافة العربية التي لم تخدم كما خدمت الثقافات الأخرى، وهذه حقيقة يجب أن لا نتناسها، بل من الضروري أن نواجهها ونفعل كثيرًا من الأفكار التي طرحت من قبل، ونساهم فيها بجدية وإخلاص، وأن لا نحاول تثبيط أي أفكار لا تحتاج إلى نقاش؛ لأن الأمم الأخرى سبقتنا لها بحوالي أربعين عاماً! ومردودها على المكتبات والباحثين واضح بين، والله أعلم.
مصدر الخبر جريدة الرياض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق