يونيو 13، 2020

التراث والتنمية (أحمد عادل زيدان)


للتراث أهمية بالغة في المجتمعات، لما يتمتع به من خصائص ومقومات فريدة تساهم في تحقيق الأهداف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، فلم يعد يقتصر الأمر على مجرد صون وحماية التراث ومفرداته فحسب بل تعدى إلى طرائق تنميته وتسويقه والاعتماد عليه كمورد رئيسي من موارد التنمية الشاملة.
فالتراث الثقافي بشقيه المادي واللامادي  أضحى عنصراً هاماً وفعالاً في تحقيق التنمية المستدامة من خلال الاعتماد على المنهجيات والأساليب الذكية لصون التراث، والتدريب، والتعليم وبناء القدرات والإمكانيات، واستغلال تكنولوجيا المعلومات، والممارسات المستدامة، لإبراز قيمته التاريخية والثقافية بما يسهل توظيف مفردات التراث الثقافي في خطط واستراتيجيات التنمية المستدامة.
وهو ما يحفزنا كدول عربية إلى التحرك من الحيز الضيق الذي نعيشه إلى آفاق أوسع وأرحب من خلال استغلال ما بين أيدينا من ثروات من أجل حياة أفضل، و لتجسيد وتعزيز مفهوم التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصاية والاجتماعية والبيئية والتقنية.
إن الشراكة المجتمعية هي السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة من خلال الاستثمار في التراث الثقافي والتشجيع عليه، لتحقيق عوائد اقتصادية واجتماعية للأجيال الحالية والقادمة، من خلال بناء وتعزيز شراكات مستدامة بين قطاعات المجتمع العامة والخاصة وكذلك الأفراد.
كما أن خطة عام 2030 م. التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة أدرجت للمرة الأولى الثقافة ، من خلال التراث الثقافي والإبداع، في جدول أعمالها و أكدت بأنها محرك هام للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، واعتبارها عاملا تمكينيا للتنمية المستدامة، ويتمثل الهدف العام للخطة في مساعدة الدول الأطراف والممارسين والمؤسسات والمجتمعات والشبكات، من خلال التوجيه الملائم، لتسخير إمكانيات التراث العالمي للمساهمة في التنمية المستدامة، وبالتالي زيادة فعاليته وأهميته من خلال دمج منظور التنمية المستدامة في التراث العالمي، مع تعزيز الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة والمتمثلة في الاستدامة البيئية، والتنمية الاجتماعية الشاملة، والتنمية الاقتصادية، فضلا عن تعزيز السلام والأمن.
فبالإضافة إلى قيمته الجوهرية للأجيال المعاصرة والقادمة، يمكن للتراث العالمي - والتراث بشكل عام - أن يسهم بشكل مؤثر في التنمية المستدامة عبر أبعادها المختلفة.
فالتراث العالمي أضحى من الأصول الهامة للتنمية الاقتصادية، من خلال جذب الاستثمارات وتوفير الوظائف للمجتمع المحلي خاصة في مجال السياحة، كما أن الحفاظ على الموارد الطبيعية، بما في ذلك المواقع التراثية ذات التنوع البيولوجي ، يشكل مساهمة أساسية في الاستدامة البيئية، كما أنه عامل أساسي من عوامل تعزيز التماسك الاجتماعي وتقوية روابط المجتمعات المحلية لما يحمله من هوية وذاكرة مشتركة للجميع.

هناك تعليق واحد:

  1. يعتبر التراث من قيم الهوية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالتاريخ و الثقافة الخاصة بالمنطقة حيث اصبح الإستثمار في التراث مطلبا حتميا يمكن من تحقيق وثبة اقتصادية هامة جدا كما يعتبر مرجع هام في التعريف بالثقافة و مميزات المنطقة

    ردحذف